بيروت (رويترز) - قال وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر يوم الاثنين إن سوريا مستعدة لاجراء محادثات مع جماعات المعارضة المسلحة وهي المرة الأولى التي تعرض فيها الحكومة اجراء مفاوضات مباشرة مع مقاتلي المعارضة الذين دأبت على وصفهم بالارهابيين. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في يناير كانون الثاني انه لن يكون هناك حوار مع أشخاص وصفهم بالخونة أو دمى صنعها الغرب. وأدت الفجوة السياسية بين الحكومة ومقاتلي المعارضة وافتقار المعارضة السياسية للنفوذ على المقاتلين إلى استمرار القتال منذ 23 شهرا في سوريا. وتقول الاممالمتحدة ان ما يقرب من 70 ألف شخص قتلوا. وحال الجمود الدبلوماسي الدولي دون تدخل فعال في الازمة السورية. ولم تقدم السلطات السورية أي رد رسمي على عدة عروض للحوار قدمها الائتلاف الوطني السوري الذي يمثل المعارضة الرئيسية. وقال حيدر الاسبوع الماضي إن دمشق لم تتلق اي دعوة لمحادثات. وقال الوزير يوم الاثنين خلال جلسة لمجلس الشعب ان الحكومة وهو شخصيا مستعدان للاجتماع مع جماعات المعارضة في الداخل والخارج بلا استثناء. وأضاف ان الرئيس السوري سبق ان قال ان الحكومة ستحاول مع كل من يعارضونها سياسيا. وحتى من يستخدمون السلاح لا بد من المحاولة معهم. ولم يتضح ما اذا كانت تصريحات حيدر الذي لا ينتمي الى دائرة صنع القرار الداخلية المحيطة بالأسد تعبر عن تغير في سياسة سوريا. وقال إن أي "محادثات تحضيرية" ستكون مختلفة عن الحوار الوطني الذي اقترحه الأسد ويقول مسؤولون انه يجب ان يعقد في دمشق وألا يشمل سوى اعضاء المعارضة الذين لم تتلوث ايديهم بالدماء. وأضاف حيدر أن الباب مفتوح للمفاوضات. ونقلت صحيفة السفير اللبنانية عن اشخاص زاروا دمشق أخيرا قولهم ان الأسد واثق من النجاح في النهاية رغم اقراره بان المعركة لم تنته بعد. ونقل الزوار عن الأسد قوله "نحن وإن كنا متيقنين من حتمية انتصارنا ومطمئنين لما يتحقق سياسيا وعسكريا فإن ذلك لا يعني أن كل الأمور قد انتهت فلا يزال امامنا شغل كبير في السياسة كما في مواجهة المجموعات الإرهابية والتكفيرية." ودعا الوسيط الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي يوم الأحد إلى اجراء محادثات في مقر الاممالمتحدة بين المعارضة "ووفد مقبول" من الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي للصراع.