أنقرة (رويترز) - قتل مفجر انتحاري من جماعة تنتمي لليسار المتطرف حارس أمن تركيا في هجوم استهدف السفارة الأمريكية في أنقرة يوم الجمعة وأدى إلى نسف باب عند مدخل جانبي وتصاعد الدخان وتناثر الحطام في الشارع. وفجر الانتحاري حزاما ناسفا بعد اجتيازه بوابة بالسفارة. وسمع دوي الانفجار على بعد ميل. وأظهرت لقطات جزءا من ساق وأشلاء رجل في موقع الانفجار. وقال وزير الداخلية التركي معمر جولر إن المفجر كان عضوا في جماعة تنتمي لليسار المتطرف. وقالت الخارجية الأمريكية إنها تعمل مع الشرطة التركية للتحقيق في الحادث الذي وصفته بأنه "تفجير إرهابي." وسبق ان نفذ إسلاميون اصوليون وجماعات من أقصى اليسار وأخرى من أقصى اليمين ومتمردون انفصاليون أكراد هجمات في تركيا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم يوم الجمعة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان يحضر مراسم في اسطنبول عندما وقع الهجوم "مزق جسد المفجر الانتحاري وقتل مواطن أو مواطنان اثنان من فريق الأمن الخاص." وأضاف "يظهر هذا الحادث أننا بحاجة للقتال معا في كل مكان بالعالم ضد هذه العناصر الارهابية." وذكرت وسائل إعلام تركية أن المهاجم يدعى إجويد سانلي وهو عضو في جماعة يسارية تدعى الجبهة الثورية لتحرير الشعب تورطت في هجمات على مركز للشرطة وكلية عسكرية في اسطنبول في عام 1997 . وتعارض الجبهة الثورية ما تعتبره نفوذا أمريكيا على السياسة الخارجية التركية. وتركيا حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ولها مصالح مشتركة تمتد من أمن الطاقة إلى مكافحة الارهاب وهي من أوائل الداعين للتدخل الأجنبي لانهاء الصراع في سوريا. ووصل نحو 400 جندي أمريكي إلى تركيا على مدى السنوات القليلة الماضية لتشغيل بطاريتي صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ بهدف الحيلولة دون امتداد الحرب في سوريا إلى تركيا. وخرج السفير الأمريكي في تركيا فرانسيس ريتشاردوني من البوابة الرئيسية للسفارة المحاطة بأسوار عالية بعد الانفجار وتحدث مع الصحفيين بينما حلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة التركية. وقال ريتشاردوني "يحزننا كثيرا بالطبع أننا فقدنا واحدا من حراسنا الاتراك عند البوابة." وشكر السفير السلطات التركية لاستجابتها الفورية. وقال مصدر في الأمن القومي الأمريكي إن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن الحادث كان تفجيرا انتحاريا لكنه قال إن الإجراءات الأمنية كانت سليمة وإلا كان المهاجم تمكن من اجتياز المحيط الخارجي لمبنى السفارة ولم تلحق أي أضرار بمباني السفارة ولم يصب أي من العاملين في السفارة. وما زالت الصحفية التركية المشهورة ديدم تونكاي التي كانت تدخل السفارة أثناء وقوع الهجوم لمقابلة السفير الأمريكي وقت وقوع الهجوم في حالة حرجة بالمستشفى. وقال كاميار بارنوس الذي يعمل بمكتب للسفريات وتحطمت نوافذ متجره الواقع على بعد نحو مئة متر من مكان الانفجار "كان انفجارا ضخما. كنت جالسا في مكتبي عندما حدث. رأيت ما يشبه الأشلاء على الأرض." وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية إن الانتحاري ينتمي على ما يبدو الى الجبهة الثورية لتحرير الشعب التي تطالب بدولة اشتراكية وتحمل مشاعر عداء للولايات المتحدة وفقا للمركز القومي الأمريكي لمكافحة الارهاب. وألقي باللوم على الجماعة التي تصفها الولاياتالمتحدة وتركيا بأنها إرهابية في هجوم انتحاري في عام 2001 أدى إلى مقتل ضابطين وسائح في ميدان تقسيم باسطنبول. واستهدفت الجبهة الثورية لتحرير الشعب في السابق مسؤولين أتراك بالقنابل لكن اعتقال بعض أفرادها في السنوات القليلة الماضية أضعف قدراتها وفقا للمركز القومي الأمريكي لمكافحة الارهاب. وحذرت القنصلية الأمريكية في اسطنبول رعاياها بتوخي الحذر وتفادي التجمعات الكبيرة بينما دعت القنصلية البريطانية في اسطنبول الشركات البريطانية لتعزيز الأمن. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)