اعتبر حزب الله اللبناني الخميس ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت فجر الاربعاء مركزا عسكريا سوريا للبحث العلمي قرب دمشق، تكشف "خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين"، في اشارة الى النزاع المستمر منذ 22 شهرا. كما دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الغارة. ودان حزب الله في بيان صادر عنه "العدوان الصهيوني الجديد على سوريا" الذي "يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سوريا وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة تمريرا لفصول المؤامرة الكبرى ضدها وضد شعوبنا الاسلامية". واعرب الحزب الشيعي، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة والذي يعد ابرز الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري، عن "تضامنه الكامل مع سوريا قيادة وجيشا وشعبا". واعتبر ان ما جرى "من اعتداء اسرائيلي وحشي" يستدعي "اوسع واقوى حملة شجب وادانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والاسلامية"، مشيرا الى ان هذا المجتمع "غالبا ما يبتلع لسانه (...) عندما تكون اسرائيل هي المعتدية". ورأى ان اسرائيل نفذت الغارة "تطبيقا لسياساتها الهادفة لمحاولة منع اي قوة عربية او اسلامية من تعزيز وتطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية". وكانت طائرات حربية اسرائيلية قصفت فجر الاربعاء مركزا للبحوث العلمية يقع في منطقة جمرايا في ريف دمشق، بحسب ما اعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، مشيرة الى ان المركز كان مسؤولا "عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس". من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان اسرائيل "تستغل الاوضاع القائمة في سوريا راهنا لتنفذ سياستها العدوانية غير آبهة بالمواثيق والمعاهدات والاعراف الدولية والانسانية"، بحسب بيان وزعه المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية. واعتبر ان الامر "ليس غريبا عن ذهنية حكام العدو"، في اشارة الى اسرائيل التي ما زال لبنان في حالة عداء معها. والغارة هي الاولى تنفذها اسرائيل داخل سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011 والتي تطورت الى نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص. وادت الغارة الى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين، والحاق "اضرار مادية كبيرة وتدمير" في المبنى، اضافة الى مركز تطوير الآليات المجاور ومرآب السيارات، بحسب بيان الجيش السوري الذي نفى صحة تقارير امنية عن استهداف قافلة متجهة من سوريا الى لبنان. وعبر خبراء عسكريون ومسؤولون اسرائيليون عن خشية الدولة العبرية من انتقال اسلحة سورية متطورة الى حزب الله، حليف دمشق وعدو اسرائيل الاول، ملتزمين في الوقت نفسه الصمت المطبق حيال الغارة.