سيطر جنود فرنسيون وماليون السبت على مطار غاو، احد ابرز معاقل الاسلاميين في شمال مالي الذين اعلنت احدى مجموعاتهم في الوقت نفسه انها تريد التفاوض بشأن الافراج عن رهينة فرنسي. في موازاة ذلك توجه رتل من الجنود التشاديين والنيجيريين الذين كانوا متمركزين في النيجر، بعد ظهر السبت نحو الحدود المالية على بعد نحو مئة كلم الى الشمال من غاو. وبعدما سيطر الجنود الفرنسيون والماليون على ثلاث مدن في وسط وغرب مالي، بدأوا منذ الجمعة استعادة الشمال الذي تحتله المجموعات الاسلامية منذ اكثر من تسعة اشهر، واتجهوا نحو مدينتي غاو وتمبكتو. وقال مصدر امني مالي لوكالة فرانس برس ان "القوات المالية والفرنسية تؤمن مطار غاو وجسر واباري في غاو. وهذان الموقعان الاستراتيجيان اصبحا تحت سيطرة القوات المالية والفرنسية"، متحدثا "عن منعطف في النزاع". واوضح "ان طائرات عسكرية حطت في مطار غاو. نريد السيطرة بسرعة على الاحياء الثمانية في المدينة وتفادي الاضرار". وفي باريس اكدت هيئة الاركان السيطرة على المطار والجسر ليلا من قبل عناصر القوات الخاصة التي تحظى بدعم جوي. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في بيان "ان القوات الفرنسية سيطرت على منطقة المطار وجسر غاو"، مؤكدا "ان الوسائل المتحركة والمواقع اللوجستية للارهابيين الجهاديين دمرت". ويقع المطار على بعد ستة كيلومترات شرق المدينة. اما الجسر المؤدي الى النيجر فيقع على المدخل الجنوبي لغاو، احدى ابرز المدن الثلاث في شمال مالي، والتي تبعد 1200 كلم شمال شرق باماكو. واوضح مقربون من الوزير الفرنسي ان الحصيلة التي اوردتها صحيفة لوموند الفرنسية نقلا عن مصادر عسكرية واشارت الى سقوط مئات القتلى في صفوف المقاتلين الاسلاميين منذ بدء التدخل الفرنسي في مالي "معقولة". وقد تعرضت مواقع الاسلاميين في غاو مرات عدة لقصف الطيران الفرنسي. وتعتبر غاو معقلا للاسلاميين في جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا الذين ارتكبوا فيها تعديات عديدة منها قطع ايدي اشخاص متهمين بالسرقة. وهذه الجماعة اكدت السبت لوكالة فرانس استعدادها للتفاوض من اجل الافراج عن رهينة فرنسي تحتجزه منذ شهرين. واعلن وليد ابو صرحاوي المتحدث باسم هذه الجماعة ان "التوحيد والجهاد على استعداد للتفاوض بشأن الافراج عن الرهينة جيلبرتو"، في اشارة الى جيلبرتو رودريغيز ليل الذي خطف في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في غرب مالي. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت هذه الرغبة مرتبطة بالتدخل العسكري الفرنسي، اجاب المتحدث "نريد التفاوض. وبالنسبة للحرب بين المسلمين يمكننا التفاهم"، بدون توضيحات اخرى. ويمكن ان يفسر هذا التصريح على انه انفتاح لمفاوضات مع باماكو يأتي بعد يومين من اعلان انشقاق داخل جماعة انصار الدين، وهي من الجماعات الاسلامية في شمال مالي. ومواقع الاسلاميين في غاو قصفها الطيران الفرنسي وخصوصا طائرات رافال القتالية التي استهدفت "معسكرات تدريب وبنى تحتية ومستودعات لوجستية تشكل القواعد الخلفية للمجموعات الارهابية"، كما ذكرت باريس. لكن احد قادة المتمردين الطوارق في مالي استبعد في تصريحات نشرت السبت في الجزائر اي تحالف مع الجيش المالي والقوة الافريقية معبرا عن تخوفه من تجاوزات بحق الماليين من ذوي البشرة الفاتحة (طوارق وعرب وبولي) للاشتباه بانهم من جهاديي الشمال. وقد تدخلت فرنسا في 11 كانون الثاني/يناير الى جانب ما تبقى من الجيش المالي ضد الاسلاميين المسلحين الذين تعرضت سياراتهم البيك اب وقواعدهم الخلفية للقصف من اجل منع تقدمهم الى الجنوب والعاصمة باماكو. واستعاد الجنود الفرنسيون والماليون مدن ديابالي (غرب) وكونا ودوينتزا (وسط) واستعادوا للمرة الاولى ايضا الجمعة السيطرة على قرية في الشمال هي همباري التي تبعد 920 كلم شمال شرق باماكو وعلى بعد 200 كلم عن غاو. وسمح الجيش المالي السبت للصحافيين بالدخول الى كونا التي استعيدت من الاسلاميين في 18 كانون الثاني/يناير. وراى صحافيون من وكالة فرانس برس خصوصا سيارات بيك اب مدمرة والية لنقل الجند متضررة وذخائر مبعثرة. ودمرت دبابة قرب سوق السمك. ويتقدم رتل اخر فرنسي مالي بعد سيطرته على ديابالي (غرب) نحو ليري شمالا بهدف استعادة مدينة تمبكتو. وافاد مصدر امني نيجيري ان قوات تشادية ونيجيرية غادرت السبت معكسر اوالام شمال نيامي وتتوجه نحو الحدود المالية بهدف الوصول الى غاو بحسب مصدر امني نيجيري. وقد يتوجه جنود نيجيريون اخرون الى غاو جوا من نيامي بحسب هذا المصدر. ورد الاسلاميون الجمعة بتفجير جسر استراتيجي قرب الحدود النيجيرية فقطعوا واحدا من الطريقين اللذين يمكن ان يسلكهما الجنود التشاديون الاتون من النيجر. وعقد رؤساء الاركان في غرب افريقيا اجتماعا طارئا السبت في ابيدجان لتسريع وصول تعزيزات اقليمية فيما قرر مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الجمعة زيادة عديد القوة الافريقية في مالي. وتنوي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ارسال اربعة الاف عنصر، وصل نحو الف منهم الى مالي. كما وعدت تشاد من جهتها بالفي جندي.