حقق رئيس الوزراء السابق اليساري ميلوس جيمان (68 عاما) فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت السبت في تشيكيا بالاقتراع العام المباشر بحصوله على 55,16% من الاصوات بعد فرز 98% من الاصوات. وحصل خصمه وزير الخارجية اليميني كاريل شفارتزنبرغ (75 عاما) على 44,84% من الاصوات بحسب النتائج غير النهائية التي اعلنها مكتب الاحصاءات. وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات التي جرت الجمعة والسبت نحو 59% مقابل 61,3% في الدورة الاولى قبل 15 يوما. وسيؤدي الرئيس الجديد الذي ينتخب للمرة الاولى بالاقتراع المباشر، اليمين الدستورية في 8 اذار/مارس. وسيخلف جيمان المؤيد لاعتماد اليورو فاكلاف كلاوس المشكك في جدوى الاتحاد الاوروبي والذي تنتهي ولايته الثانية والاخيرة من خمس سنوات في 7 اذار/مارس. وسيؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية في 8 اذار/مارس في قصر براغ المقر الملكي السابق الذي اصبح عام 1918 المقر الرسمي للرئاسة التشيكية. وسيكون جيمان ثالث رئيس منذ استقلال الجمهورية التشيكية العام 1993 بعد المنشق السابق المناهض للشيوعية فاتسلاف هافيل الذي توفي العام 2011 والرئيس الحالي منذ 2003 الاقتصادي الليبرالي فاتسلاف كلاوس، وكلاهما انتخبه البرلمان. واذا كان الرئيس التشيكي لا يتمتع بصلاحيلات واسعة على غرار ما يتمتع به الرئيس في الولاياتالمتحدة او في فرنسا، فانه يعين او يقيل رئيس الوزراء والاعضاء الاخرين في الحكومة، ويصادق على القوانين التي يقرها البرلمان او يستخدم ضدها حق النقض الذي يستطيع البرلمان الالتفاف عليه من خلال اعادة التصويت على القوانين. وبذلك يصل هذا الخبير الاقتصادي الى ذروة حياته السياسية بعدما شغل منصبي رئيس مجلس النواب (1996-1998) ورئيس الوزراء (1998-2002) في وقت كان رئيسا للحزب الاشتراكي الديموقراطي. وفاز جيمان المعروف بنبرته الشديدة ذات الاصداء الشعبوية بالرئاسة مدعوما من ناخبي اليسار والمحافظات. وقال المحلل يوزيف ملينيك لفرانس برس ان "ميلوس جيمان وجه حملته بصورة خاصة الى المسنين وذوي الدخل المتدني". وقبل الدورة الثانية طلب دعم الحزب الشيوعي (معارض) خلافا لخصمه المناهض بقوة للشيوعيين والذي عاش في المنفى في حقبة النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا السابقة التي استمرت اربعة عقود (1948-1989). اما شفارتزنبرغ الاريستوقراطي المتحدر من سلالة امراء عريقة واحد كبار مناصري حقوق الانسان والقيم التقليدية فلم يتمكن من فرض نفسه سوى في العاصمة براغ وبعض المدن الكبرى. وقالت الخبيرة السياسية فلاديميرا دفوراكوفا متحدثة للتلفزيون العام سي تي ان "كاريل شفارتزنبرغ ركز حملته بشكل مسرف على الشبان"، متوقفة عند شارات طريفة ظهرت في الايام الماضية في شوارع براغ وعليها صورة هذا الاريستوقراطي بشاربيه وشعره المسرح على طريقة البانك. وتابعت "لا شك ان الامر كان مثيرا للاهتمام بالنسبة للشباب، لكن مثل هذه الحملة لم يكن من الممكن ان تقنع الاكبر سنا". وشهدت الحملة الانتخابية توترا وهجمات شخصية بشان مسائل حساسة منها مسألة "مراسيم بينيس" التي وقعها الرئيس التشيكوسلوفاكي السابق ادفارد بينيس بعد الحرب العالمية الثانية، وتم بموجبها تجريد نحو ثلاثة ملايين الماني ونمسوي من املاكهم وطردهم من تشيكوسلوفاكيا في فترة 1945-1946. وندد رئيس الوزراء بيتر نيكاس الجمعة بما اعتبره "حملة هستيرية .. قسمت المجتمع".