قتل ثمانية اطفال وخمس نساء صباح الاثنين جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على مدينة المعضمية جنوب غرب دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى مقتل اربعة اطفال آخرين في اعمال عنف في ريف دمشق وحلب (شمال). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "ثمانية اطفال وخمس نساء قتلوا في غارة نفذتها طائرة حربية على مدينة المعضمية" قرب دمشق، مشيرا الى "وجود اشخاص تحت الانقاض وجرحى في حالة خطرة". واوضح ان اعمار الاطفال الذين سقطوا جراء الغارة تتراوح بين ستة اشهر و14 سنة. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ان "ارهابيين من داريا اطلقوا اليوم قذيفة باتجاه المعضمية اصابت مبنى مدنيا"، ما ادى "الى وقوع ضحايا بينهم اطفال ونساء". كما افاد المرصد عن غارة اخرى شنها الطيران الحربي على منطقة العتيبة في ريف العاصمة، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل. وادى القصف على بلدة حوش عرب في المنطقة نفسها الى مقتل اربعة اشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات وشقيقه (18 عاما) وابن عمهما (سبع سنوات)، بحسب المرصد. واحصى المرصد مقتل اكثر من 3500 طفل في النزاع المستمر في سوريا منذ نحو 22 شهرا. وتشهد مناطق واسعة في محيط دمشق منذ اشهر حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل يتخذها المقاتلون المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وحققت هذه القوات مؤخرا تقدما في المعضمية وداريا المجاورة لها، دون التمكن من السيطرة عليهما في شكل كامل. وافاد المرصد عن تعرض داريا لغارة جوية صباح الاثنين، متحدثا عن قيام "القوات النظامية بتفجير منازل واقعة بين مدينة داريا ومطار المزة العسكري في اطار حملتها المستمرة من اجل السيطرة" على داريا التي شهدت اشتباكات الاثنين. وتعرضت مناطق عدة في محيط دمشق للقصف الاثنين، تزامنا مع اشتباكات لا سيما في محيط مبنى ادارة الدفاع الجوي في المليحة، بحسب المرصد. في دمشق، قال المرصد ان القوات النظامية "تنفذ حملة مداهمات وتفتيش في حي ركن الدين (شمال)" بعد تفجير فجر الاثنين ادى الى مقتل رجل واصابة ثلاثة آخرين. وذكرت سانا ان الانفجار وقع في "وكر اتخذه الارهابيون معملا لتصنيع العبوات الناسفة (...) ما اسفر عن مقتل ارهابي واصابة اثنين آخرين ووقوع اضرار مادية في المكان". في حلب (شمال)، قال المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة "سيطروا على منطقة الدويرينة في ريف حلب" بعد اشتباكات وقعت الاثنين، وانهم "يحاصرون القوات النظامية داخل مشفى ابن خلدون للامراض العقلية والعصبية". وقتل طفل جراء قصف تعرض له حي الحيدرية في شمال شرق مدينة حلب، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض حي الزيدية للقصف، بينما دارت اشتباكات في حي الميدان. وقال المرصد ان الاشتباكات تجددت في محيط اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي المقفل منذ مطلع كانون الثاني/يناير الجاري بسبب استهدافه من مقاتلي المعارضة. وافادت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام ان "اعدادا كبيرة من شبان حلب التحقوا بالخدمة العسكرية (...) ضمن لواء الحرس الجمهوري، رأس الحربة في العمليات العسكرية الجارية" في المدينة منذ اكثر من ستة اشهر. وكانت وزارة الدفاع السورية وافقت على طلب اللجنة الأمنية في محافظة حلب ليخدم أبناء المحافظة ضمن لواء الحرس الجمهوري، بحسب ما افاد مصدر عسكري فرانس برس الجمعة، علما انه يمنع عادة على من يؤدي خدمة العلم (التجنيد الاجباري) ان يخدم في منطقته. في محافظة إدلب (شمال غرب)، قصف الطيران الحربي مطار تفتناز العسكري الذي سيطر عليها مقاتلون معارضون الجمعة، "ما اسفر عن تدمير جزء من مباني المطار وبعض الطائرات الحوامة غير الصالحة للاستعمال"، بحسب المرصد. وشملت غارات الطيران الاثنين مناطق في محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق). وقتل الاثنين 34 شخصا بينهم 23 مدنيا في ريف دمشق في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.