قررت الحكومة الهندية فتح التحقيقات في واقعة الإغتصاب الجماعي الذي تعرضت له طالبة تبلغ الثالثة والعشرين من العمر خلال استقلالها لحافلة نقل جماعي بالعاصمة دلهي في وقت سابق هذا الشهر. وصرح وزير بالحكومة أن أحد القضاة المتقاعدين تم تكليفه بالكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤولية الجنائية، في حين أكد الأطباء حدوث تحسن طفيف في حالة الطالبة المغتصبة، رغم أنها لاتزال تحيا على أجهزة الإعاشة. كانت مظاهرات غضب قد تفجرت في الهند، بعد قيام ستة أشخاص بينهم سائق الحافلة بالمشاركة في عملية الاغتصاب، وتسببت المصادمات التي أعقبت المظاهرات الغاضبة في دلهي بمقتل رجل شرطة وإصابة أكثر من مئة شخص. كان وزير المالية الهندي بي تشيدامبارام قد صرح يوم الأربعاء أن القاضي المتقاعد أوشا ميهرا سيرأس التحقيق في الواقعة بداية من السادس عشر من الشهر الجاري. وقال تشيدامبارام التحقيق سيبحث في ملابسات الواقعة وتحديد ما إذا كان هناك جزء تتحمله الشرطة، أو أن سلطة أخرى أو شخصا ما قد تسبب في وقوعها، وتحديد مسؤلية المتهمين سواء من حيث الاشتراك في الواقعة او في الإهمال الذي تسبب في وقوعها. وكانت التحقيقات قد أوقفت شرطيين عن العمل، في حين أكد الأطباء بمستشفى سافدارجانغ في دلهي أن المرأة لاتزال تعتمد على أجهزة الإعاشة وأن تحسنا طفيفا في حالتها رصدته الأجهزة التي ترصد إشاراتها الحيوية. كان أحد القضاة قد حصل على إفادة حديثة من الطالبة حول الحادث في المستشفى في وقت متأخر يوم الثلاثاء، في أعقاب الجدل الذي ثار بسبب تصريحات الوزير. في حين اشتكى القاضي في تصريح سابق من تدخلات للشرطة في سير التحقيقات وهو ما نفاه رئيس شرطة المدينة نيراج كومار بشكل قاطع. كانت الشرطة قد نجحت في فتح الطرق ومحطات المترو التي تم إغلاقها، منذ بدء المظاهرات المحتجة يوم الإثنين الماضي بعد وقوع الحادث، وحاولت الحكومة احتواء المظاهرات الغاضبة من خلال إجراءات تحاول جعل دلهي مدينة آمنة للنساء. وتضمنت هذه الإجراءات دوريات ليلية مستمرة للشرطة، وكذلك الكشف على سائقي الحافلات العامة ومساعديهم من حيث تعاطي الخمور والمخدرات، وكذلك حظر وضع ستائر أو زجاج معتم بالحافلات. ولكن المحتجين أكدوا أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة غير كافية، وطالبوا بتنفيذ عقوبة الإعدام. كانت الضحية مع أصدقائها يوم الحادث لمشاهدة أحد الأفلام، عندما استقلت الحافلة من منطقة مونيركا لتنقلها إلى منطقة دواركا جنوبي دلهي، وقالت الشرطة أن واقعة الاغتصاب استغرقت قرابة الساعة، وأنها وأصدقاؤها تعرضوا للضرب بقضبان حديدية، وتم إلقاؤهم في شوارع دلهي خلال سير الباص.