وصل الرئيس العراقي جلال طالباني الى المانيا اليوم الخميس لمتابعة علاجه من الجلطة الدماغية التي تعرض لها في وقت سابق من الاسبوع الحالي، وسط تاكيدات من المحيطين به بان وضعه الصحي يتحسن. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي "يمكنني تاكيد ان الرئيس العراقي طالباني موجود في المانيا لتلقي علاج طبي". واضاف "اتمنى له الشفاء العاجل والتام". وفي وقت سابق، اعلن مدير الاعلام في مكتب الرئيس العراقي لوكالة فرانس برس برزان شيخ عثمان ان "الرئيس وصل الى المانيا بسلامة ولم تحصل اية مشاكل خلال الرحلة". وفيما لم يتسرب حتى الآن تاكيد حول المدينة التي يتواجد فيها بالمانيا، قال فاروق ملا مصطفى، احد اقرباء طالباني، لفرانس برس ان الرئيس العراقي سيعالج في برلين. وكان بيان نشر على موقع الرئاسة العراقية اعلن صباح اليوم مغادرة طالباني "مستشفى مدينة الطب في بغداد متوجها الى جمهورية المانيا الاتحادية، تحت رعاية الفريق الطبي المختص". واضاف ان نقل طالباني جاء بعدما طرأ تحسن على صحته. وادخل الرئيس العراقي الى المستشفى مساء الاثنين اثر "طارىء صحي" واجريت له سلسلة من الفحوص المختبرية والشعاعية التي اظهرت ان الوضع الصحي الطارىء ناجم عن "تصلب في الشرايين"، وفقا لبيان رئاسي. واعلنت قناة "العراقية" الحكومية في خبر عاجل الثلاثاء ان طالباني "تعرض لجلطة دماغية". وكان مسؤولون محيطون بالرئيس العراقي اكدوا لفرانس برس الاربعاء انه تقرر نقله الى المانيا بهدف تلقي علاج "ادق واعمق"، مؤكدين ان وضعه الصحي "يتحسن ساعة بعد ساعة". ويعاني طالباني (79 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية، حيث اجريت له عملية جراحية للقلب في الولاياتالمتحدة في اب/اغسطس 2008، قبل ان ينقل بعد عام الى الاردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الحالي الى الولاياتالمتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب طبية، وبينها رحلة علاجية الى المانيا بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو حيث خضع لعملية جراحية لمفصل الركبة واقام حينها في احدى مستشفيات ضواحي برلين. وشغلت الحالة الصحية للرئيس العراقي الاوساط السياسية والاعلامية، وقد زاره في المستشفى كبار قادة البلاد فيما تلقى مساعدوه اتصالات من قبل زعماء ومسؤولين عرب واجانب، الى جانب ممثلين عن المرجعيات الدينية في النجف، للاطمئنان على صحته. وجلال طالباني الملقب "مام جلال" اي "العم جلال" باللغة الكردية، هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث. وانتخب طالباني رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان/ابريل 2005 واعيد انتخابه في نيسان/ابريل 2010 لولاية ثانية لاربع سنوات بعدما توافقت الكتل الكردية الفائزة بالانتخابات التشريعية آنذاك على ترشيحه. وبعدما ركز في ولايته الاولى على التهدئة مع جارتي العراق سوريا وايران اللتين كانت تتهمهما الولاياتالمتحدة بدعم التمرد في العراق، عمل طالباني خلال ولايته الثانية على ابقاء الحوار مفتوحا بين الفرقاء السياسيين في ظل صراع مستمر على السلطة. ويؤدي طالباني مؤخرا دورا اساسيا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات اقليم كردستان العراق لانهاء الازمة بينهما القائمة على خلفية تشكيل قوات حكومية لتتولى مسؤولية الامن في مناطق متنازع عليها. ويذكر ان الدستور العراقي ينص على ان "يحل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند غيابه"، وفي هذه الحالة يكون خضير الخزاعي، وهو شيعي. كما ينص الدستور على ان "يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لاي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما من تاريخ الخلو". ويقول المحلل جون دريك الخبير في شؤون العراق ان طالباني "بفضل مهاراته في التوسط لعب دورا اساسيا في تهدئة الساحة السياسية المضطربة". ويضيف "البعض قد يصف دوره بالمحدود، لكنه منحه بالفعل معنى اكثر اهمية من خلال ترسيخه للحوار والنقاش في الحياة السياسية". ويشترط في المرشح لرئاسة الجمهورية، وفقا للدستور، ان يكون "عراقيا بالولادة ومن ابوين عراقيين"، "كامل الاهلية واتم الاربعين سنة من عمره"، و"ذا سمعة حسنة وخبرة سياسية ومشهودا له بالنزاهة والاستقامة والعدالة والاخلاص للوطن". كما انه يجب الا يكون محكوما "بجريمة مخلة بالشرف". وبحسب الدستور ايضا، ينتخب مجلس النواب من بين المرشحين رئيسا للجمهورية باغلبية ثلثي عدد اعضائه (325). واذا لم يحصل اي من المرشحين على الاغلبية المطلوبة، "يتم التنافس بين المرشحين الحاصلين على اعلى الاصوات، ويعلن رئيسا من يحصل على اكثرية الاصوات في الاقتراع الثاني".