بغداد (رويترز) - اتفقت الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان شبه المستقل يوم الخميس على نزع فتيل المواجهة المحتدمة بين قواتهما بسحبها تدريجيا من مناطق متنازع عليها على طول الحدود الداخلية. وحشدت حكومة بغداد وحكومة الإقليم قواتهما الشهر الماضي في ثاني حشد عسكري يهدد الوحدة الهشة للبلاد منذ انسحاب القوات الأمريكية قبل نحو عام. وقال بيان للرئيس العراقي الكردي جلال الطالباني الذي توسط في نزاعات سياسية في الماضي إن الجانبين سيسحبان قواتهما بمجرد أن تتولى الشرطة المحلية السيطرة الأمنية في المناطق المتنازع عليها مدعومة بمنظمات محلية تمثل المجموعات العرقية. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي إن الشرطة المحلية وأناسا في المناطق المتنازع عليها سيتولون السيطرة على الأمن هناك وسيتم سحب القوات بعد تشكيل تلك المجموعات المحلية. وسلطت المواجهة بين القوات الضوء على عمق التوتر بين بغداد والأكراد بشأن الحكم الذاتي والسيطرة على ثروة البلاد النفطية والنزاع على أراض. وفي نوفمبر تشرين الثاني أرسلت قوات كردية وقوات من الجيش والشرطة العراقيين لتعزيز مواقع حول بلدات مثل كركوك وهي مدينة يسكنها مزيج عرقي وترقد فوق احتياطيات نفطية هائلة. وتحول التوتر إلى حشد للقوات عندما حاولت قوات عراقية تفتيش مكتب حزب سياسي كردي في طوزخورماتو على بعد 170 كيلومترا شمالي بغداد مما أثار اشتباكا مع مقاتلين أكراد أسفر عن مقتل أحد المارة. وأوشك الجيش العراقي والقوات الكردية في السابق على الدخول في مواجهة قبل ان يتراجعا في اللحظة الأخيرة. ويقول سياسيون ودبلوماسيون ومحللون إن الطرفين لا يرغبان في الصراع لكنهما يأملان في تسجيل نقاط سياسية لحشد الدعم في الانتخابات القادمة. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)