حث السناتور الاميركي المتقاعد جو ليبرلمان الذي اثار غضب الديموقراطيين حين اعلن انه مستقل ودعم الجمهوري جون ماكين للرئاسة، الاربعاء زملاءه على تجاوز الخلافات الحزبية والتوصل الى تسوية بخصوص الوضع الضريبي. وفي خطابه الوداعي امام مجلس الشيوخ الاميركي الذي كان عضوا فيه على مدى 24 عاما، قال ليبرمان مرشح آل غور سابقا لمنصب نائب الرئيس في العام 2000، انه رغم "التحديات الراهنة الكبرى"، هو متفائل بمستقبل اميركا بعدما عمل خلال فترات صعبة في التاريخ الاميركي. لكنه حذر من ازمة طويلة محتملة اذا لم يلين الطرفان مواقفهما. وقال ليبرمان (70 عاما) امام مجلس الشيوخ قبل ثلاثة اسابيع من تنحيه كسناتور عن كونيكتيكت "آسف لارى مع مغادرتي مجلس الشيوخ ان العقبة الاكبر التي تقف بينيا وبين مستقبل افضل لاميركا نريده جميعا، قائمة هنا في واشنطن". واضاف ان "التموضع الحزبي في سياستنا هو الذي يمنعنا من التوصل الى تسويات يعتمد عليها التقدم في الديموقراطية" في اشارة الى المعركة حول كيفية تجنب رفع الضرائب واقتطاعات كبرى في الانفاق التي ستنطلق في 1 كانون الثاني/يناير اذا لم يقم الكونغرس بتفعيل قانون جديد حول خفض العجز في الميزانية. ويدرك كل من الجمهوريين والديموقراطيين ان البلاد بحاجة لتنظيم امورها المالية لضبط الدين الهائل والذي يزداد كل يوم والحد من العجز في النفقات. وفي حال عدم التوصل الى اي اتفاق بحلول نهاية العام، فان اجراء اليا سيدخل حيز التنفيذ وسيشمل زيادة في الضرائب واقتطاعات هائلة في النفقات من بينها اقتطاعات في الجيش مع ما يمكن ان يترتب على ذلك من اثار كارثة على الاقتصاد الاميركي الهش. وقال "نريد قيادة من الحزبين تكسر الجمود في واشنطن". واستعرض ليبرمان مسيرته المثيرة للجدل التي بداها كديموقراطي ملتزم بوحي من الرئيس السابق جون كينيدي ثم انتقاله الى الوسط كمستقل اكتسب سمعة مؤيد متشدد للحرب في العراق. وقال ليبرمان "خلال الفترة التي امضيتها هنا في واشنطن، شهدنا وصول اول امرأة الى منصب وزيرة الخارجية واول رئيس من اصول افريقية". كما ساهم ليبرمان شخصيا في صنع التاريخ بعدما اصبح اول مرشح يهودي لمنصب نائب الرئيس من حزب سياسي اميركي كبير. وقال "بالصدفة وبفضل الشعب الاميركي انا ممتن للحصول على نصف مليون صوت اكثر مما حصل عليه منافسي من الجانب الاخر". ورغم فوز غور وليبرمان بالتصويت الشعبي، خسرا انتخابات العام 2000 المثيرة للجدل امام جورج بوش ومرشحه لمنصب نائب الرئيس ديك تشيني انذاك. وقال ليبرمان "لكن تلك قصة طويلة" مثيرا الضحك في قاعة مجلس الشيوخ. وليبرمان المؤيد بشدة لاسرائيل اثار غضب الديموقراطيين مع دعمه بشكل كامل الاحتلال الاميركي في العراق. وقام بمحاولة فاشلة للترشح للرئاسة في 2004 ثم خسر الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في 2006. واعلن نفسه مستقلا في تلك السنة وهزم المرشحين الديموقراطي والجمهوري واعيد انتخابه. لكن بقي يميل لصالح الديموقراطيين في التصويت في مجلس الشيوخ. وفي 2007 وكمستقل ترأس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس الشيوخ بعدما ساهم في اطلاق الدعوات لانشاء وزارة الامن الداخلي بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في 2001. لكن اثار غضب الكثير من الليبراليين حين ساند ماكين في 2008 بدلا من باراك اوباما والقى كلمة في تلك السنة امام المؤتمر العام للجمهوريين. واتضح ان ليبرمان يصبح معزولا اكثر فاكثر، وفي 2011 اعلن انه لن يترشح مجددا. وكتب في صحيفة كونيكتيكت ميرور الاربعاء "اعتقد انه آن الاوان بالنسبة لي للتنحي". وفي مجال السياسة الخارجية والامن كان ليبرمان يميل نحو اليمين واعد قانونا يجرد الاميركيين الذين يشتبه في انضمامهم الى مجموعات مثل القاعدة من جنسياتهم.