بعد مرور ستة اسابيع على فضيحة "فاتيليكس" المتعلقة بتسريب وثائق سرية، يسعى الفاتيكان بطرق مختلفة الى وضع حد نهائي لها بهدف تركيز جهوده على "سنة الايمان" ولو انها خلفت استياء عميقا. وقد ابدى البابا بشكل قوي استمرار ثقته بسكرتيره الشخصي الالماني جورج غانسفاين موكلا اليه مسؤوليات اكثر اتساعا: فقد اصبح اسقفا ومسؤولا عن البيت الحبري مع احتفاظه "على ما يبدو" بحسب المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي، بمنصب سكرتير البابا. ويحظى جورج غانسفين بثقة البابا ويلازمه في كل الاحتفالات. وقد ازدادت اهميته بمرور السنين، وكان في عداد المقربين من بنديكتوس السادس عشر منذ بداية حبريته. واختصر جيان غيدو فيتشي في صحيفة كوريري ديلا سيرا الوضع بالقول "انها نهاية فاتيليكس". لكن فضيحة "فاتيليكس" لتسريب الوثائق السرية زادت من التكهنات حول امكان فرض عقوبة على المونسنيور غانسفين الذي كان يمكن محاكمته على اهماله لانه لم يلاحظ التصرف المشبوه لرئيس الخدم باولو غابرييلي الذي كان يقوم بتصوير بعض من هذه الوثائق في مكتبه الخاص. وقد دين غابرييلي بتهمة سرقة وثائق وحكم عليه في بداية تشرين الاول/اكتوبر بالسجن 18 شهرا يمضيها في زنزانة لدرك الفاتيكان. وقال الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي ان امكان استمرار المونسنيور غانسفين في ممارسة مهام منصبه سكرتيرا خاصا وتولي ادارة البيت الحبري في آن واحد "امر واقعي وحقيقي". وسيحل في ادارة البيت الحبري محل الكاردينال الاميركي الجديد جيمس مايكل هارفي (63 عاما). وكان المونسنيور غانسفين (56 عاما) عمل منذ 1996 في مجمع العقيدة والايمان الذي كان الكاردينال يوزف راتسينغر يتولى رئاسته قبل ان ينتخب ويصبح البابا بنديكتوس السادس عشر. وجورج غانسفين، الدائم الاناقة بزيه الكهنوتي الذي لا تشوبه شائبة، والمتحدر من بادي-فورتمبرغ وينتمي الى عائلة متواضعة، متخصص في القانون الكنسي ومن هواة كرة المضرب والتزلج. وتطلق عليه الصحافة الشعبية لقب "جورج الجميل" بسبب شكله الرياضي والجذاب. وهكذا يبدو ان مرحلة المحاكمات العامة قد انتهت.