نشر الحرس الجمهوري الخميس دبابات امام مقر الرئاسة في القاهرة غداة مواجهات دامية بين انصار ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي كما قرر اخلاء محيط قصر الرئاسة واقام طوقا امنيا حوله فيما لم يتأكد بعد ان كان مرسي سيلقي خطابه المرتقب مساء ام سيرجئه. وقال مسؤول في الرئاسة المصرية لفرانس برس ان "الاحتمال الاكبر ان يؤجل خطاب الرئيس" من دون مزيد من التفاصيل في حين قالت قنوات تلفزيونية محلية ان الخطاب سيتم بثه الليلة. وكشفت وكالة انباء الشرق الاوسط مساء الخميس ان اتصالات جرت بين الرئاسة وشخصيات من "رموز العمل الوطني" في اشارة الى المعارضة. واكدت الوكالة ان الرئيس المصري بدأ اجتماعا مساء الخميس مع نائبه محمود مكي ومستشاره سليم العوا "لاستعراض ما انتهت اليه نتائج المشاورات التي تمت اليوم مع مجموعة من رموز العمل الوطني وممثلي القوى الفاعلة في المجتمع". وفي اسوأ اعمال عنف تقع في البلاد منذ انتخاب مرسي رئيسا في حزيران/يونيو، قتل سبعة متظاهرين واصيب نحو 600 اخرين بجروح خلال صدامات بين مناصري ومؤيدي مرسي بدأت مساء الاربعاء واستمرت ليلا في محيط القصر الرئاسي، بحسب اخر حصيلة مستقاة من مصادر طبية. وكان الجيش المصري امهل المتظاهرين حتى الساعة 15,00 (13,00 تغ) "لاخلاء محيط قصر الرئاسة" وقرر حظر التظاهر تماما حوله واقامت قوات الحرس الجمهوري طوقا كاملا من الحواجز والاسلاك الشائكة حول القصر. وقال بيان تلقت فرانس برس نسخة منه من رئاسة الجمهورية ان "قيادة الحرس الجمهوري المسؤولة عن حماية المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية طلبت ضرورة اخلاء محيط قصر الاتحادية الساعة الثالثة عصرا وحظر تواجد اي تظاهرات في محيط المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية". وجاء هذا القرار عقب اجتماع عقده الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس الوزراء هشام قنديل بحضور عدد من المسؤولين من بينهم خصوصا وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء احمد جمال الدين ورئيس المخابرات العامة رأفت شحاته وقائد الحرس الجمهوري الواء محمد زكي، بحسب بيان للرئاسة. ومع حلول المساء، كان انصار الرئيس المصري وجماعة الاخوان المسلمين انسحبوا تماما من محيط قصر الرئاسة في حين وصل الاف المعارضين في ثلاث مسيرات وتجمعوا خلف الحواجز الامنية، بحسب صحافي من فرانس برس. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس المصري مثل "يسقط يسقط حكم المرشد" في اشارة الى المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس مرسي. وكان قائد قوات الحرس الجمهوري اللواء محمد زكي اكد في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية بعيد الظهر ان "تواجد قوات الحرس الجمهوري في محيط قصر الرئاسة منذ صباح الخميس يهدف الى الفصل بين المؤيدين والمعارضين للرئيس والحليولة دون حدوث اصابات جديدة". واضاف ان "القوات المسلحة وعلى رأسها الحرس الجمهوري لن تكون اداة لقمع المتظاهرين". وقال اللواء زكي ان "تواجد قوات الحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسى بحي مصر الجديدة منذ صباح الخميس جاء بهدف الفصل ما بين المؤيدين والمعارضين للرئيس والحيلولة دون حدوث أية إصابات أخرى كما حدث مساء امس الاربعاء". واكد انه يريد ان يوجه "رسالة إلى الشعب المصري" هي ان "القوات المسلحة وعلى رأسها قوات الحرس الجمهوري، لن تكون أداة لقمع المتظاهرين، كما انه لن يتم استخدام أي من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصري". وشدد على "حرص القوات المسلحة وقوات الحرس الجمهوري على أرواح الجميع من الشعب". واعلن احد مساعدي الرئيس المصري بعد الظهر ان مرسي سيوجه كلمة متلفزة الى الشعب المصري وقال لفرانس برس ان مرسي سيدعو الى الحوار لكن بدون تحديد اي مقترحات ملموسة. وطالب مجمع البحوث الاسلامية في الازهر الرئيس المصري بالتراجع عن الاعلان الدستوري و"تجميده" والدعوة الى "حوار وطني فورا وتشارك فيه كل القوى الوطنية دون استثناء ودون شروط مسبقة". وانفجرت الازمة السياسية في البلاد عقب اصدار الرئيس المصري اعلانا دستوريا في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حصن بموجبه قراراته من الرقابة القضائية كما حصن الجمعية التأسيسية و مجلس الشورى من اي قرار قضائي محتمل بحلهما. وعلى اثر نداء من جماعة الاخوان المسلمين تدفق آلاف من الاشخاص بعد ظهر الاربعاء على القصر الرئاسي وفككوا خيما نصبتها مجموعات صغيرة من المتظاهرين المناهضين لمرسي الذين امضوا الليل فيها بعد تظاهرة حاشدة للمعارضة الثلاثاء. واعقب ذلك اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وتطالب المعارضة بسحب الاعلان الدستوري وارجاء الاستفتاء المقرر في 15 كانون الاول/ديسمبر على مشروع الدستور الذي ترفضه وتؤكد انه لا يحظى بتوافق وطني.