زادت الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة حدة التوتر المحيط بالمبادرة الفلسطينية للحصول على وضع دولة مراقبة غير عضو في الاممالمتحدة والمقررة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وقال السفير الفلسطيني لدى الاممالمتحدة رياض منصور ان هجوم الاربعاء الذي قتل قائد العمليات في الجناح العسكري لحماس، كان مقررا عن عمد لنسف التصويت المقرر امام الاممالمتحدة بعد اسبوعين، وللتاثير على الانتخابات العامة المقررة في اسرائيل في كانون الثاني/يناير. ورد السفير الاسرائيلي بالقول ان الاحداث في غزة اظهرت ان الحملة الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي لا امل منها. واضاف رون بروسور "عليهم ان يغيروا طلبهم من دولة غير عضو الى دولة ارهابية غير عضو". وتبذل الولاياتالمتحدة واسرائيل جهودا حثيثة لعرقلة المبادرة الفلسطينية التي من المقرر ان يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. ولا يملك عباس اي سلطة على غزة منذ العام 2007 عندما استولت حركة حماس على الحكم. وتاتي الضربات الجوية الجديدة على غزة والتي هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتوسيع نطاقها، في الوقت الذي حذرت فيه الاممالمتحدة والعديد من القوى العظمى من ان الوقت ينفد لتاسيس دولة فلسطينية. وتقول الولاياتالمتحدة واسرائيل انه من غير الممكن اقامة دولة فلسطينية دون اجراء مفاوضات مباشرة لا تزال معلقة لاكثر من عامين. ويرفض الفلسطينيون استئناف المفاوضات بينما تواصل اسرائيل اعمال البناء في المستوطنات في الاراضي المحتلة. الا ان عباس اشار الى انه سيستانف المفاوضات في حال نجاح مبادرته لدى الاممالمتحدة. وقال دبلوماسيون اميركيون ان واشنطن تتفاوض مع مسؤولين فلسطينيين في محاولة لاجراء التصويت على الاقل. وقال مسؤول غربي رفض الكشف عن هويته ان "الغارات على غزة ستزيد من تعقيد المفاوضات حول الطلب الفلسطيني". وتحث الدول الاوروبية عباس على تاجيل التصويت امام الاممالمتحدة الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ومراسم تنصيب الرئيس الاميركي باراك اوباما في كانون الثاني/نوفمبر، من اجل افساح مجال اكبر امام الادارة الاميركية لاعداد اقتراح جديد للسلام، بحسب دبلوماسيين. وقال دبلوماسي من الشرق الاوسط ان "الفلسطينيين يقومون بهذا المسعى انطلاقا من الياس. انهم يرون ان لا شيء امامهم ليخسروه ان مضوا قدما الان، وعليه لن يغيروا موقفهم ما لم تعرض عليهم الولاياتالمتحدة شيئا اخر". وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس التي دافعت بشدة عن الغارات الاسرائيلية على غزة خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن الاربعاء ان الهجمات بالصواريخ من ناشطين في غزة تسيء الى الجهود من اجل السلام في الشرق الاوسط. وقالت رايس التي تعتبر الاوفر حظا لتولي وزارة الخارجية في تشكيلة الحكومة الاميركية الجديدة ان "حماس تدعي انها تدافع عن مصلحة الشعب الفلسطيني، الا انها تواصل المضي في العنف الذي لا يؤدي سوى الى تراجع القضية الفلسطينية". من جهته، حذر بروسور خلال اجتماع مجلس الامن ان نجاح المسعى الفلسطيني لدى الاممالمتحدة يمكن ان يؤدي الى مزيد من العنف. وقال "ان دولة وهمية لن تغير شيئا على الارض، بل ستزيد تطلعات لا يمكن تحقيقها". وتابع ان "الدولة التي يريدونها تشمل غزة اي تشمل حماس. والقيادة الفلسطينية الان على طريق لن يؤدي سوى الى مزيد من النزاع وانعدام الاستقرار والعنف". وتساءل منصور حول دوافع اسرائيل التي تحارب بشدة ضد المبادرة الفلسطينية امام الاممالمتحدة ما دامت تعتبر انه لا معنى له، وقال ان المسؤولين الاسرائيليين "خائفون جدا" من قبول فلسطين في الجمعية العامة. واضاف منصور "اعتقد ان جزءا من توقيف الهجوم الاسرائيلي على غزة حول محاولة لصرف الانتباه عن جهودنا لتعبئة الاسرة الدولية" من اجل التصويت امام الاممالمتحدة. وقال ان نجاح المبادرة الفلسطينية سيتيح الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من الهيئات المتعددة الاطراف، واضاف ان الاعتراف "سيفتح الكثير من الابواب امامنا وسيتيح لنا الدفاع عن انفسنا بشكل افضل سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا".