ردت اليابان الخميس على اعلان الرئيس الصيني هو جينتاو طموح بلاده التحول الى قوة بحرية بدعوة بكين الى استخدام سلمي لهذه القوة، وسط توتر مستمر منذ اشهر بين البلدين على خلفية جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي. وقالت طوكيو ان على جارتها التصرف "كعضو مسؤول في المجتمع الدولي"، في تحد وجهته مرارا في الاشهر الاخيرة لبكين مع تزايد التوتر بشأن جزر متنازع عليها. وقال نائب المسؤول الاعلامي في وزارة الخارجية اليابانية ناوكو سايكي للصحافيين في طوكيو "ليس من المفاجئ ان نسمع القادة في (الصين) يتحدثون عن نيتهم خوض انشطة بحرية"، "لكن هذه الانشطة يجب القيام بها على نحو سلمي استنادا الى القانون الدولي". وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات على اعلان الرئيس الصيني امام اعضاء الحزب الشيوعي في مؤتمره في بكين ان على بلاده "المحافظة بثبات على حقوق الصين البحرية ومصالحها، وتحويل الصين الى قوة بحرية". واشار المتحدث الياباني الى ان البلدين -- وهما اكبر اقتصادين في آسيا ويقيمان علاقات تجارية تفوق قيمتها 300 مليار دولار سنويا -- لديهما واجب الحفاظ على استقرار المنطقة وازدهارها. وقال "اعتقد ان الصين يجب ان تكون عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي". وتتنازع بكين وطوكيو الحق في السيادة على مجموعة جزر غير مأهولة في بحر الصين الشرقي. وسيرت البحرية الصينية سفنها لاسابيع في محيط جزر سينكاكو التي تديرها طوكيو وتطلق عليها بكين اسم جزر دياويو، ما ادى الى زيادة التوتر الاقليمي واستدعى دعوات من واشنطن للتهدئة. وتقع الجزر المتنازع عليها في منطقة غنية بالثروة السمكية ويعتقد انها تضم في قاع مياهها كميات كبيرة من النفط. الا انها تملك ابعادا استراتيجية، اذ يشير بعض المراقبين الى ان هذه الجزر قد تمثل منفذا للصين لتوظيفه في اهداف عسكرية. وابدت اليابان حذرا متزايدا خلال العقد الاخير ازاء تزايد المظاهر العسكرية للصين. الا ان معلقين يؤكدون ان طوكيو تملك قوات مسلحة قوية جدا لا يمكن التقليل من حجمها على رغم الموقف السلمي المعلن للدولة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية ان الوزارة "تبدي اهتماما كبيرا في الانشطة العسكرية للصين" وتبذل "قصارى جهدها في الحفاظ على سلامة مجالنا الجوي ومياهنا". واشار المتحدث الى ان "مسألة استخدام البحر بطريقة سلمية ترتبط مباشرة بالسلام والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادئ"، مضيفا "انه من الاهمية بمكان التصرف انطلاقا من مبدأ حرية الملاحة البحرية، الالتزام بالقوانين الدولية وحل النزاعات سلميا". وبقي الخلاف على جزر سينكاكو/دياويو دائرا في كواليس العلاقات بين طوكيو وبكين لعقود، الا انه عاد الى الواجهة في وقت سابق من العام الجاري بعدما اعلن سياسي قومي ياباني نيته شراء هذه الجزر. وبدأ بعض القوميين في الجانبين بعمليات بناء قبل قيام رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا بشراء بعض من هذه الجزر من مالكيها. وابدت بكين استياءها من هذه الخطوة، وسمحت احيانا بقيام تظاهرات عنيفة على امتداد البلاد استهدفت مصالح تجارية يابانية وشكلت تهديدا على التبادل التجاري الضخم بين البلدين. وبحسب تاكاشي تيرادا استاذ السياسة الدولية في جامعة دوشيشا في كيوتو، فمن غير المتوقع حصول اي حل لهذا النزاع على الاراضي في المدى المنظور. واشار تيرادا الى ان الرئيس الصيني الذي سيخلفه قريبا نائبه شي جينبينغ، وظف خطابه امام مؤتمر الحزب الشيوعي كنداء الى خلفه لاستخدام السلاح. وقال "هذه رسالة هو الى القادة المقبلين بانها مسألة طويلة الامد وعلى الصين الا تتخلى (عن الجزر)". واضاف "على الرغم من ان سياسات شي الدبلوماسية ما تزال مجهولة، انه سيتصدى للموضوع. من غير المتوقع حصول تقدم في هذه المشكلة الى حين حصول تغيير في السلطة في اليابان لكون الصين تشعر بالخيبة ازاء قرار نودا تأميم الجزر".