يعاني الأطفال المشردون في العاصمة الصومالية من معاناة مزدوجة، حيث يأوون الي الشوارع والمباني المهجورة، كما يتعرضون لشتى انواع الاعتداءات النفسية والجسدية، وللاستغلال أيضا، وبعضهم تحول الي تعاطي المخدرات، الأمر الذي يشكل خطورة أمنية واجتماعية . وقد أنتجت الحرب الأهلية في الصومال ظاهرة أطفال الشوارع، الذين تشردوا بعد أن قتل أحد الوالدين أو الاثنان معا، او تفككت أسرهم أو لم تستطع توفير الرعاية لهم. ويزيد في معاناتهم غياب المؤسسات الرسمية المعنية بالتعامل مع هذه الأزمة. ويعيش الأطفال المشردون في الشوارع وتحت الجسور في ظروف بائسة جعلت الكثيرين منهم يتناولون المخدرات، ويتعرضون لشتى انواع الاعتداءات النفسية والجسدية، كما تقول فاطمة جلبيد الناشطة في مجال حقوق الأطفال التي تضيف ان أطفال الشوارع في مقديشو من مختلف الأعمار، ولا تتوافر لهم أدني مستويات العيش، وجهود المنظمات الطوعية غير كافية، وللأسف الحكومة الصومالية غائبة تماما عن المشهد. وفي محاولة للحد من معاناة أطفال الشوارع أنشأت منظمة التنمية الاجتماعية في مقديشو مركزا لإيواء 80 طفلا صوماليا. ويوفر المركز الحد الأدني من الرعاية للأطفال المشردين كما يقول فراج يوسف المشرف على مركز المواهب لرعاية الأطفال المشردين في العاصمة الصومالية ويضيف يوسف عند وصول أحد أطفال الشوارع الى المركز نقوم أولا بإجراء بعض الفحوصات الطبية، وبعدها يتلقى التعليم وفق المنهج الصومالي ويتلقي أيضا الرعاية الطبية والطعام والمأوي والملبس أي رعاية متكاملة . ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في الشوارع والمباني المهجورة، ويقوم بعضهم بغسل السيارات، أو مسح الأحذية، ويقوم بعضهم بجمع مخلفات نبات القات المخدر لبيعها للمدمنين. ويقول عمر أحمد شيخ رئيس منظمة التنمية الاجتماعية إن منظمته تنسق مع السلطات المحلية في مشروع رعاية الأطفال المشردين. ويضيف يؤوي هذا المركز حاليا 80 طفلا مشردا، توفر لهم الرعاية الكاملة، وقمنا بالتنسيق مع السلطات المحلية لتجنب أي تهمة، ونسعى الى أن تكون المرحلة الثانية أوسع. ولا توجد إحصائيات حديثة حول عدد أطفال الشوراع في العاصمة الصومالية، لكن دراسة أجرتها منظمة اليونسيف عام 2008 قدرت عددهم بنحو خمسة آلاف طفل، مع زيادة مطردة بسبب استمرار الحرب والجفاف، وتدهور المستوي المعيشي في أنحاء مختلفة من الصومال.