رام الله (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - نظمت السلطة الفلسطينية السبت الانتخابات البلدية في الضفة الغربية في اول اقتراع فلسطيني منذ الانتخابات التشريعية في 2006 التي فازت بها حماس، وشهدت انتخابات اليوم التي قاطعتها حماس اقبالا ضعيفا. واقتصر التصويت على الضفة الغربية حيث تم في 91 من اصل 353 بلدية معظمها في الشمال. وقالت اللجنة الانتخابية ان 179 مقعدا شغلت في البلديات التي لا تتمثل فيها سوى لائحة واحدة بينما سيتم انتخاب المجالس الاخرى في وقت لاحق نظرا لعدم وجود لوائح مرشحين. وفي غياب حماس التي تحكم قطاع غزة، جرت المنافسة بين مرشحي حركة فتح والمستقلين واعضاء فصائل يسارية منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وبدا الاقبال ضعيفا في ساعات الصباح في مكاتب الاقتراع بعد فتحها في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (5,00 ت غ) بحسب مراسلي فرانس برس. واعلنت اللجنة الانتخابات المركزية ان "نسبة المشاركة حتى الساعة 16,00 (14,00 تغ) بلغت 35 بالمئة". وقال حنا ناصر رئيس اللجنة ان "النتائج الرسمية ستعلن بعد 72 ساعة" بعد غلق نحو 838 مكتب اقتراع عند الساعة 19,00 (17,00 ت غ) لافساح المجال للطعون بينما ستصدر النتائج الاولية الاحد. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يأمل "بمشاركة قوية" بعد ادلائه بصوته في مدينة البيرة بالقرب من رام الله. وتابع "للاسف لم تشمل الانتخابات كافة الاراضي الفلسطينية، ولكن نامل ان تشمل في المستقبل القدس وقطاع غزة، لتكون الفرحة كاملة". واعاد عباس توجيه الدعوة الى حركة حماس لاجراء الانتخابات في قطاع غزة للبلديات والرئاسة والتشريعي "لان الطريق الوحيد لوحدة الشعب الفلسطيني هي الديموقراطية والانتخابات" كما سبق الاتفاق، في اشارة الى اتفاق المصالحة الوطنية. واعتبر فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة ان "هذه الانتخابات تزيد الانقسام ولا علاقة لها بالوفاق الوطني" مضيفا ان هذه الانتخابات "ليست انتخابات الشعب الفلسطيني بل انتخابات فتح". وراى منسق الاممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري في بيان ان "من المهم ان تتاح للمواطنين الفلسطينيين فرصة التصويت في انتخابات محلية تاخرت كثيرا" معربا عن امله في ان يشكل هذا الاقتراع "مقدمة لانتخابات عامة في الاراضي الفلسطينية كافة في مناخ من المصالحة". وتنافس في هذه الانتخابات 3647 مرشحا نحو ربعهم من النساء، تقدموا في 317 قائمة لنيل ثقة نصف مليون ناخب مسجل وللفوز ب1051 مقعدا، بحسب اللجنة الانتخابية. وتشكل هذه الانتخابات بالاساس اختبارا لحركة فتح التي فصلت او قبلت استقالة العشرات من اعضائها لترشحهم على قوائم منافسة لقوائمها الرئيسية مثلما حدث في مدينة نابلس (شمال) حيث قام رئيس سابق للبلدية بتقديم لائحة مستقلة مقابل لائحة فتح الرئيسية. وفي الخليل (جنوب) حيث سجل ترشح قائمة نسائية بحتة كانت نسبة الاقبال في منتصف النهار 13 بالمئة. وقالت ميسون القواسمة رئيسة القائمة "الاقبال ضعيف لكن لا يمكن التكهن" الان بنسبة المشاركة او النتيجة. ولم تسجل اي حوادث تذكر. ومنع المراقبون شابا في احد المدارس التي خصصت كمركز للاقتراع في مدينة البيرة من التصويت لانه كان يرتدي قميصا يدعم احدى القوائم ولكنهم عادوا وسمحوا له بالتصويت بعد ان قلب القميص. واعلنت اللجنة الانتخابية انه للمرة الاولى يتوجب على الناخبين ترك هواتفهم النقالة واجهزة التصوير عند مدخل مركز الاقتراع. وقال امجد سعيد (46 عاما) بعد ان صوت في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية "نأمل في ان تكون الانتخابات القادمة بعد اربع سنوات فقط وليس بعد 8 او 10 سنوات حتى نتمكن من محاسبة من انتخبناهم في حال عدم قيامهم بواجبهم". بينما اشار تاجر يدعى ابو عبد الله الى انه لن يصوت لان "هذه مهزلة وليست انتخابات"، مضيفا "نريد انتخابات حقيقية يمثلنا فيها اشخاص كفؤون وقادرون على خدمة المدينة وليس اشخاصا لا يتقنون سوى اطلاق الشعارات السياسية".