رام الله (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - اجرت السلطة الفلسطينية السبت الانتخابات البلدية في الضفة الغربية في اول اقتراع فلسطيني منذ الانتخابات التشريعية في 2006 التي فازت فيها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي تقاطع هذه الانتخابات. واعتبرت حركة حماس اجراء الانتخابات المحلية "تعزيزا للانقسام". وبدا الاقبال ضعيفا في ساعات الصباح في مكاتب الاقتراع بعد فتحها تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (5,00 تغ) بحسب مراسلين لفرانس برس. وقال حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية في مؤتمر صحفي عقده في رام الله "نسبة المشاركة حتى الساعة العاشرة صباحا هي 10,2%". واشار الى ان "النتائج الرسمية ستعلن بعد 72 ساعة" لتقديم المجال للطعون بينما ستصدر النتائج الاولية الاحد. ويقتصر التصويت على الضفة الغربية حيث يجري في 91 من اصل 353 بلدية معظمها في الشمال. وقالت اللجنة الانتخابية ان 181 مقعدا شغلت في البلديات التي لا تتمثل فيها سوى لائحة واحدة بينما سيتم انتخاب المجالس الاخرى في وقت لاحق نظرا لعدم وجود لوائح مرشحين. وستبقى المراكز البالغ عددها نحو 900 مفتوحة حتى الساعة 19,00 (17,00 تغ) ليختار الناخبون بين حوالى 4700 مرشح 25 بالمئة منهم نساء، على اكثر من 300 لائحة يتنافسون على نحو الف مقعد، كما ذكرت اللجنة الانتخابية. واعلنت اللجنة الانتخابية انه للمرة الاولى يتوجب على الناخبين ترك هواتفهم النقالة واجهزة التصوير عند مدخل مركز الاقتراع. وفي غياب حماس التي تشكل اغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان)، تجري المنافسة بين مرشحي حركة فتح والمستقلين واعضاء فصائل يسارية منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وستشكل هذه الانتخابات اختبارا لحركة فتح التي فصلت عشرات من اعضائها لترشحهم على قوائم منافسة لقوائمها الرئيسية مثلما حدث في مدينة نابلس حيث قام رئيس سابق للبلدية بتقديم لائحة مستقلة مقابل لائحة فتح الرئيسية. واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه يأمل "بمشاركة قوية" بعد ادلائه بصوته في مدينة البيرة بالقرب من رام الله. وتابع "للاسف لم تشمل الانتخابات كافة الاراضي الفلسطينية، ولكن نامل ان تشمل في المستقبل القدس وقطاع غزة، لتكون الفرحة كاملة". واعاد عباس توجيه الدعوة الى حركة حماس لاجراء الانتخابات في قطاع غزة للبلديات والرئاسة والتشريعي "لان الطريق الوحيد لوحدة الشعب الفلسطيني هي الديمقراطية والانتخابات". وفي غزة، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان هذه الانتخابات "تعزيز للانقسام ولا علاقة لها بالتوافق الوطني ..هذه انتخابات ليس للشعب الفلسطيني هي لحركة فتح". واكد ان اجراء هذه الانتخابات "دون مشاركة قطاع غزة ودون وجود توافق وطني لا معنى ولا شرعية لها. ودعا برهوم السلطة الفلسطينية الى "تحقيق المصالحة التي يريدها الشعب وضرورة العمل على توحيد الصف الداخلي ومنح اولوية للديمقراطية التي تكون وفق مصالح الشعب". ومن ناحيته قال عارف جفال وهو مدير مؤسسة المرصد العربي للانتخابات وهي مؤسسة مستقلة "بشكل عام يمكن القول ان العملية الانتخابية تجري بشكل جيد وحسب ما هو مخطط لها من قبل لجنة الانتخابات، وان نسبة المشاركة من الممكن ان ترتفع في اي لحظة، لان الباب مفتوح امام الناخبين حتى الساعة السابعة مساء". وفي مدينة رام الله حيث اغلقت بعض الشوارع لاجراء تصليحات في البنى التحتية والصرف الصحي، انتشرت بعض لافتات الدعاية الانتخابية. ومنع المراقبون شابا في احد المدارس التي خصصت كمركز للاقتراع في مدينة البيرة من التصويت لانه كان يرتدي قميصا يدعم احد القوائم ولكنهم عادوا وسمحوا له بالتصويت بعد ان قلبها بحسب مراسلة لفرانس برس. وقال امجد سعيد (46 عاما) بعد ان صوت في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية "نأمل ان تكون الانتخابات القادمة بعد 4 سنوات فقط وليس بعد 8 او 10 سنوات حتى نتمكن من محاسبة من انتخبناهم في حال عدم قيامهم بواجبهم". بينما اشار تاجر يدعى ابو عبد الله بانه لن يصوت لان "هذه مهزلة وليست انتخابات". وتابع "نريد انتخابات حقيقية يمثلنا فيها اشخاص كفؤون وقادرون على خدمة المدينة وليس اشخاص لا يتقنون سوى اطلاق الشعارات السياسية". وفي الخليل (جنوب) كان الاقبال ضعيفا ايضا بحسب مراسل لفرانس برس. واشار محمد زاهدة (60 عاما) "لا اتوقع الكثير من هذه الانتخابات (..) لعدم وجود مرشحين اكفاء". وقالت ميسون القواسمي التي تترأس قائمة مؤلفة باكملها من النساء بان "الاقبال ضعيف ولكنني لا استطيع التكهن بشيء وامل بان يكون كل شيء ايجابيا".