اعلنت مجموعة امبلاتس العالمية أكبر منتج للبلاتين في العالم الجمعة عن صرف 12 الف عامل من العمال المضربين في مناجم راستنبورغ بشمالي جنوب افريقيا مطالبين بزيادة اجورهم. وقالت امبلاتس (وهي مجموعة متفرعة من شركة انغلو امريكان للبلاتين) إن الاضراب غير القانوني ل 28 الف عامل في مناجم راستنبورغ قد كلفها خسارة 39 الف اوقية من وارداتها (اي مايعادل في قيمته 700 مليون راند او 82.3 مليون دولار). وقالت المجموعة في بيان لها قرر حوالى 12 الف موظف الا يمثلوا امام المجالس التأديبية، والا يحضروا الجلسات فلذلك صدر قرار صرفهم في غيابهم . وكان قطاع التعدين في جنوب افريقيا تأثر كثيرا بموجة اضرابات شديدة، قتل في بعضها عدد من العمال والمسؤولين، كما هي الحال مع 34 من عمال مناجم البلاتين الذين قتلوا برصاص الشرطة في 16 آب/أغسطس الماضي. وسبق للشركة أن أصدرت تهديدا صريحا بصرف العمال المضربين بطريقة غير قانونية والذين يرفضون المثول امام المجالس التأديبية. وقالت مجموعة امبلاتس إن المجالس التأديبية، المنعقدة منذ الثلاثاء، ستبقى قائمة. مشيرة إلى أن الموظفين المعنيين سيعرفون الجمعة حكم الجلسات المتعلقة بهم. وسيمنحون ثلاثة ايام مفتوحة لرفع دعاوى استئناف . ويتواصل اضراب آخر في شركة تعدين اخرى هي غولدفيلدز التي تعد رابع اكبر منتج للذهب في العالم. وقد طردت غولدفيلدز 5 الاف من العمال المضربين من منشآتها متهمة اياهم بتخويف زملائهم من العمال الاخرين. ويقول محللون إن مجمل عدد العمال المضربين في قطاعي تعدين البلاتين والذهب يصل الى 75 الف عامل، معظمهم مضرب بشكل غير قانوني. وكانت مجموعة امبلاتس التي توقفت جميع مناجمها في حوض راستنبور منذ 12 ايلول/سبتمبر، وجهت حتى الان عددا من الانذارات الى موظفيها داعية اياهم الى استئناف العمل وإلا عرضوا انفسهم للصرف. ويرد العمال المضربون دائما برفض تلك الانذارات، مطالبين بزيادة كبيرة للرواتب بحيث تبلغ 16 الف راند شهريا (ما يعادل 1450 يورو). وقد شهد حزام البلاتين في راستنبورغ عددا من الاضرابات لدى كبرى الشركات العالمية المنتجة منذ آب/اغسطس، في سياق الخلاف الاجتماعي الدامي في موقع مريكانا الذي تستثمره شركة لونمن حيث لقى 46 شخصا مصرعهم. ورضخت شركة لونمن اخيرا لمنح العمال المضربين زيادات على الرواتب تصل من 11 الى 22%، فأنعشت آمال المضربين في المواقع الاخرى بالحصول على زيادات كبيرة. ويقول مراسل بي بي سي في جوهانسبرغ ميلتون نكوسي إنه مع وجود نسبة عالية للبطالة في جنوب افريقيا تصل حاليا الى 25 في المئة، فإن صرف هذا الكم الكبير من العمال من وظائفهم سيمثل هزة كبيرة في النمو الاقتصادي الضعيف في البلاد ولسمعة الرئيس جاكوب زوما. ويجري حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ديسمبر/كانون الاول القادم انتخابات لاختيار رئيس للحزب، وبدأ بعض اعضاء الحزب بالمطالبة باستبدال الرئيس زوما بنائبه كغاليما موتلاثي. وقد قتل مساء الخميس عامل منجم في صدامات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق 300 من العمال المضربين الذين رشقوا الشرطة بالحجارة، حسب رواية الشرطة. كما قتل ستة عمال اخرين خلال الاسبوع الماضي مع استمرار التوتر. وكانت شركة مجموعة امبالا بلاتينوم صرفت 17 الف عامل في شباط/فبراير، ثم اعادت تشغيلهم بعد اسابيع بعد الاتفاق على اجورهم.