نقل عمر خضر، آخر معتقل غربي محتجز في معتقل غوانتانامو في كوبا، صباح السبت الى بلده كندا على متن طائرة عسكرية اميركية بعد عام من التردد من قبل الحكومة الكندية. واكدت وزارة الدفاع الاميركية في بيان ان عمر خضر "نقل من مركز الاعتقال في قاعدة غوانتانامو في كوبا الى كندا". ووصل الشاب البالغ السادسة والعشرين من العمر على متن طائرة اميركية في الساعة 11,40 ت غ الى قاعدة ترنتون الجوية الكندية في اونتاريو في وسط شرق كندا، لينقل بعدها الى سجن ميلهافن الخاضع لاجراءات امنية مشددة في باث في المقاطعة نفسها، حسب ما قال وزير الامن العام الكندي فيك تويز. واوضح الوزير ان الفترة التي سيقضيها عمر خضر وراء القضبان في كندا ستحددها السلطات الكندية، واصفا اياه بانه "مناصر معروف للقاعدة" و"مدان بالارهاب". ويتيح القانون الكندي استفادة خضر من اطلاق سراح مشروط بعد عام. واصدر الفرع الاميركي لمنظمة العفو الدولية بيانا رحب فيه ب"التقدم" الذي تحقق عبر نقل خضر الى كندا، حتى لو كانت هذه الخطوة "صغيرة ومتأخرة". واضاف البيان ان خضر "شب في غوانتانامو وعليه ان يواجه السجن في كندا التي بامكانها ان تصحح الاخطاء التي ارتكبت بحقه". ودعا البيان كندا الى "فتح تحقيق كامل وغير منحاز حول اعمال التعذيب التي قد يكون تعرض لها خضر". وختم بيان منظمة العفو الدولية بالقول ان "قصة خضر المرعبة تكشف ضرورة اقفال غوانتانامو اليوم قبل الغد. وعلى الرئيس باراك اوباما ان يحترم وعوده باغلاق المعتقل والتأكد من اطلاق سراح كل المحتجزين اكانوا مدانين ام قيد المحاكمة". كما اصدر مركز الحقوق الدستورية وهو منظمة اميركية للدفاع عن حقوق الانسان بيانا اعتبر فيه ان "خضر ما كان يجب ان يسجن في غوانتانامو. كان في الخامسة عشرة من العمر عندما اعتقل، واحتجازه كما محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب غير شرعيين على غرار اعمال التعذيب التي تعرض لها". ودعا هذا المركز كندا الى "اطلاق سراحه على الفور قبل تقديم المساعدة والتعليم له". ويتحدر خضر من عائلة لها علاقة بتنظيم القاعدة، وعندما سجن في قاعدة غوانتانامو في كوبا لم يكن يبلغ من العمر سوى 15 عاما. وحكمت محكمة عسكرية استثنائية اميركية عليه بالسجن ثماني سنوات في تشرين الاول/اكتوبر 2010 بموجب اتفاق اقر فيه المدان بقتل السرجنت الاميركي كريستوفر سبير برمي قنبلة يدوية عليه في السابع والعشرين من تموز/يوليو 2002. ولولا التوصل الى هذا الاتفاق لكان حكم عليه بالسجن 40 عاما. وقال الوزير الكندي تويز ان عمر خضر اقر بقتل السرجنت الاميركي. كما اصيب خضر بجروح خلال اطلاق نار استغرق اربع ساعات مع القوات العسكرية الاميركية في قربة ايوب خيل الصغيرة في افغانستان. وقتل الجندي الاميركي بعد عشرة ايام من اصابته في السادس من آب/اغسطس من العام نفسه متأثرا بالجروح التي اصيب بها. وخلال محاكمته وقبل ان يقر بالقتل، اكد محاموه على الدوام ان شخصا آخر القى القنبلة اليدوية التي ادت الى مقتل الجندي الاميركي. وكان خضر الذي يعتبر اخر معتقل غربي يخرج من غوانتانامو واصغر المعتقلين سنا، طلب في نهاية العام 2011 تسليمه الى بلده كندا. ومنذ نيسان/ابريل 2012 تاريخ تسلم السلطات الكندية طلبه وهو ينتظر لمعرفة ما اذا كان سيتمكن من العودة الى كندا. وعقد محامو خضر مؤتمرا صحافيا في حزيران/يونيو الماضي في محاولة للضغط على الحكومة الكندية. وقال يومها جون نوريس احد محاميه ان "السبب الوحيد الذي يبقي عمر خضر في زنزانته في غوانتانامو، هو تلكؤ الحكومة الكندية في الالتزام بواجباتها تجاهه". من جهته يشرح الوزير الكندي في قراره بالموافقة على نقل خضر الى كندا والذي اطلعت عليه فرانس برس ان قرار النقل اخذ وقتا طويلا قبل ان ينفذ لانه كان ينتظر التمكن من مشاهدة شريط فيديو عبارة عن حديث بين خضر وطبيب. وقال تويز انه اضطر الى التوجه الى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا للموافقة على تسليمه شريط الفيديو. ورحبت عائلة خضر المقيمة في كندا بقرار نقله واكد شقيقه عزمه على زيارته في السجن فور السماح له بذلك. وعمر خضر من مواليد تورونتو في 19 ايلول/سبتمبر 1986 وقد اعتقل في افغانستان حيث اصيب بجروح بالغة. والمعروف عن خضر انه طويل القامة، تظهر ندبات على وجهه، ويجيد اربع لغات هي الانكليزية والعربية والباشتونية والدارية، ولديه ايضا المام بالفرنسية رغم انه غادر مقاعد الدراسة في عمر مبكر. وقتل والد عمر، احمد سعيد خضر الكندي المصري الاصل والذي كان يعتبر من قادة القاعدة، في تشرين الاول/اكتوبر 2003 خلال هجوم شنه الجيش الباكستاني على مقاتلي تنظيم اسامة بن لادن. وغادرت عائلة خضر كندا سنة 1990 واستقرت عند الحدود الباكستانية الافغانية "للمساعدة على اعادة اعمار ما دمره الاجتياح السوفياتي"، بحسب سيرة ذاتية نشرها مقربون منها على الانترنت. وعاد عمر خضر الى كندا في 1995 بعد اعتقال والده في باكستان لمشاركته في اعتداء بالقنبلة على سفارة مصر في اسلام اباد. غير انه عاد الى باكستان في السنة التالية.