حقق المقاتلون المعارضون تقدما على جبهات عدة في حلب من دون تحقيق اختراق مهم بعد ساعات من المعارك العنيفة، بحسب ما اكد الجمعة قادة كتائب مقاتلة في كبرى مدن شمال سوريا. وتراجعت بعد ظهر الجمعة حدة المعارك لتتركز في شرق المدينة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بعدما شهدت العاصمة الاقتصادية لسوريا بدءا من مساء الخميس معارك على نطاق "غير مسبوق" و"على عدة جبهات" بحسب ما افاد عدد من السكان والمرصد. وقال ابو فرات احد قادة لواء التوحيد البارز في حلب "على جبهة (حي) صلاح الدين (جنوب غرب)، تمكنا من السيطرة على احدى قواعد القوات النظامية، وقتل 25 جنديا على الاقل في هذا الهجوم". وقال احد المقاتلين المعارضين في هذا اللواء، والذي شارك حتى منتصف الليل في المعارك التي اعتبرها المقاتلون "حاسمة"، "سمعنا الجنود عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية يطلبون من قادتهم ارسال الدعم. كانوا يبكون ويقولون +سنموت جميعا+". واوضح مقاتل آخر ان 20 مقاتلا معارضا قتلوا واصيب 60 آخرون بجروح في الاشتباكات التي بدأت الخميس، مع اطلاق آلاف من المقاتلين المعارضين هجوما منسقا على جبهات عدة بهدف دفع القوات النظامية الى التراجع في احياء سيف الدولة وصلاح الدين والاذاعة والعامرية والسكري جنوب غرب المدينة. واشار عدد من قادة المقاتلين المعارضين الى انهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والاذاعة. وفي صلاح الدين، تقدم المقاتلون قبل ان يضطروا الى التراجع بسبب نقص الذخيرة، بحسب ما افاد ابو فرات فرانس برس. وقال "لخوض حرب شوارع نحن في حاجة الى قذائف، وللاسف لا نملكها". وبات مسجد الامويين في حلب الهدف الجديد للمقاتلين المعارضين، وهو يقع على خط التماس في قلب المدينة القديمة. وشهدت اطراف المسجد اشتباكات منتصف يوم الجمعة، وترددت اصداء انفجارات عدة في الحي حيث قامت دبابات القوات النظامية باطلاق قذائفها في شكل منتظم، بحسب ما لاحظت صحافية فرانس برس. وتراجعت حدة الاشتباكات بعد الظهر، وافاد مراسل لفرانس برس في المدينة ان اصوات رشقات نارية كانت تسمع كل 15 دقيقة في حيي الاذاعة وبستان القصر. واشار المراسل والمرصد الى ان حي الكلاسة المجاور تعرض لقصف عنيف. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المقاتلين المعارضين الموجودين في حلب "هم من كل المناطق السورية"، واستقدموا تعزيزات "في العدد والمعدات" قبل بدء هجوم "حاسم" الخميس، لكنهم ما زالوا غير قادرين على مجاراة القوة النارية للقوات النظامية. واوضح ان "النظام غير قادر على الحسم، ولا الثوار قادرون على السيطرة على احياء بكاملها". وكان عبد الرحمن قال لفرانس برس ان "المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس" مضيفا انه "في السابق كانت المواجهات تجري في شارع او شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الان على عدة جبهات". وافاد سكان في احياء بوسط المدينة يسيطر عليها النظام وكانت حتى الان بمنأى من اعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، عن اطلاق نار "غير مسبوق" صباح الجمعة. وقال زياد (30 عاما) المقيم في السليمانية لوكالة فرانس برس ان "المواجهات لم تتوقف، وكذلك اطلاق النار، الجميع كان مذعورا. لم يسبق ان سمعت ما يشبه ذلك من قبل". واكد مصدر عسكري لفرانس برس ان الاشتباكات الاكثر حدة اندلعت فجر الجمعة في حيي العرقوب وميسلون (شرق) واستمرت ساعات عدة. واشار الى ان المقاتلين المعارضين حاولوا مساء الخميس "اكثر من مرة" و"على جبهات عدة" اختراق ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، من دون ان ينجحوا في ذلك، بحسب المصدر. واوضح المصدر نفسه ان عشرة من المقاتلين المعارضين قتلوا لدى محاولتهم اقتحام حي الشيخ مسعود ذي الغالبية الكردية في شمال المدينة. ومنذ التقدم الكبير الذي حققوه نهاية تموز/يوليو بعيد اندلاع المعارك في العاصمة الاقتصادية للبلاد، لم ينفذ مقاتلو المعارضة اي عملية واسعة النطاق في حلب خصوصا بسبب نقص العتاد بمواجهة القوة النارية لقوات النظام. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستين شخصا قتلوا الجمعة في مختلف انحاء سوريا جراء اعمال العنف، وفق حصيلة مؤقتة.