اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان باريس تريد تقديم مساعدة مادية ومالية لصالح "المناطق المحررة" في سوريا لتحضير مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاس، في وقت اعلن الجيش السوري الحر الخميس اسقاط طائرة ميغ قرب مطار عسكري في ادلب بينما شهدت قمة عدم الانحياز في طهران مواجهة دبلوماسية سورية مصرية على خلفية وصف الرئيس المصري نظام نظيره السوري بانه "ظالم". وبعدما اشار الى ان مسؤولين في المعارضة باتوا يديرون مناطق عدة انتقلت الى سيطرتهم، لفت فابيوس امام الصحافيين الى ضرورة "مساعدتهم على الصعيد المالي، الاداري، الصحي ولناحية التجهيزات". وقال "نحن نفعل ذلك، تركيا ايضا". واضاف الوزير الفرنسي "في سوريا المستقبل، هذه الشخصيات (المعارضة) ستلعب دورا مهما لانها تحظى بثقة الشعب". وتابع "ربما في هذه المناطق المحررة سيجد السوريون الراغبون في الهرب من النظام ملجأ، ما سيجعل عبور الحدود امرا اقل ضرورة". وطالب فابيوس الحكومة السورية بضمان امكانية وصول المنظمات الانسانية "بحرية الى جميع السكان" في سوريا. واكد فابيوس في كلمة له خلال كلمة له امام مجلس الامن الدولي الذي ترأسه فرنسا في اب/اغسطس ان "وصول العاملين الانسانيين الى السكان يجب ان يكون مضمونا". واضاف انه بسبب المعارك "لكن ايضا بفعل القيود المفروضة من جانب السلطات السورية، فان العاملين الانسانيين ليس لديهم بعد حق الوصول بحرية الى المناطق حيث السكان المدنيون يعانون". كما دعا دمشق الى "ضمان امن افراد الطواقم الطبية للسماح لها بالوصول الى جميع الجرحى، عوضا عن اعتقالهم او قتلهم". كما وجه نداء الى التضامن الدولي لتخفيف الاعباء المترتبة على الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا ولبنان والاردن التي تستقبل عددا متزايدا من اللاجئين السوريين. وقال "يجب تأمين المزيد من الامكانات المالية"، مضيفا "من الواضح ان البلدان المجاورة ليس بمقدورها ان تتحمل وحدها عبء وجود لاجئين سوريين على اراضيها". وخلال تطرقه الى الفكرة المدعومة من تركيا بانشاء "مناطق عازلة" لاستقبال اللاجئين على الاراضي السورية، اكتفى فابيوس بالقول ان اقامة هذه المناطق "يجب ان تخضع للدرس". وشدد في المقابل على ضرورة مساعدة "شبكات التضامن المحلية التي تعمل على الارض" في المناطق التي باتت تحت سيطرة المعارضة السورية. وقال "من واجب المجتمع الدولي مساعدتهم". واتهمت دمشق الرئيس المصري محمد مرسي بالتحريض على سفك الدم السوري في خطابه اثناء قمة دول عدم الانحياز في طهران والذي وصف فيه النظام السوري بانه "ظالم". ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله ان الوفد السوري انسحب من القاعة "احتجاجا على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجا عن تقاليد رئاسة القمة ويعتبر تدخلا بشؤون سوريا الداخلية ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري". وغادر الوفد السوري القاعة اثناء القاء الرئيس المصري خطابه، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط. وقتل في سوريا الخميس 35 شخصا هم 32 مدنيا وثلاثة مقاتلين مناهضين للنظام، وذلك غداة مقتل 128 شخصا في اعمال عنف في انحاء البلاد الاربعاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال قائد المجلس الثوري العسكري للجيش السوري الحر في محافظة ادلب (شمال غرب) العقيد عفيف محمود سليمان لوكالة فرانس برس ان "الطائرة اسقطت ونزل الطياران بمظلتين وتم القبض عليهما". واوضح انه "اثناء مداهمة مطار ابو الظهور اقلعت طائرة الميغ وقبل ان تاخذ ارتفاعها اطلقت عليها النار من الرشاشات ما ادى الى احتراقها ليقفز بعدها الطياران بالمظلات". وذكر سليمان ان "العملية النوعية" التي وقعت بين الساعة 09,00 (06,00 تغ) و10,00 (07,00 تغ) جرى التخطيط لها على مدى ثلاثة ايام "وشارك فيها مئات الثوار". وتحدث عن "احراق 11 طائرة ميغ في المطار كانت تقصف مدن المحافظة" وتدمير عدد آخر من الطائرات في مطار تفتناز الواقع في ادلب ايضا، مشيرا الى ان عملية اسقاط طائرة الميغ اليوم "هي الثانية من نوعها". وبعيد اعلان اسقاط الطائرة، قتل 20 شخصا بينهم ثمانية اطفال وتسع نساء في قصف للقوات النظامية على منطقة ابو الظهور، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن عمليات للجيش النظامي في حلب ودرعا وادلب وريف دمشق جرى خلالها الاشتباك مع عناصر مسلحة، مشيرة الى مقتل العشرات منهم. ونقلت عن مراسلها في محافظة دير الزور قوله ان اربع سيارات انفجرت "خلال قيام ارهابيين بتفخيخها على طريق الحسكة ما ادى الى مقتل عدد كبير من الارهابيين". وطلب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الخميس في مجلس الامن الدولي اقامة مخيمات داخل الاراضي السورية "من دون تأخير" من اجل ايواء اللاجئين السوريين الذين يحاولون الفرار من اعمال العنف الدائرة في بلدهم. وقال داود اوغلو خلال اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري خصص لبحث الازمة في سوريا ان تركيا لن يكون بمقدورها قريبا مواصلة استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، مشيرا الى ان عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ حاليا 80 الفا وان اربعة الاف لاجئ سوري يعبرون الحدود كل يوم في حين هناك عشرة الاف ينتظرون على الحدود دورهم للعبور. وذكر الوزير التركي بوجود اكثر من مليوني نازح سوري بحسب الاممالمتحدة، مؤكدا انه "امام هكذا كارثة انسانية يتعين على الاممالمتحدة ان تبدأ من دون تأخير باقامة مخيمات للنازحين داخل سوريا". واضاف "حتما فان هذه المخيمات يجب ان تتمتع بحماية كاملة"، من دون ان يوضح طبيعة هذه الحماية. واكد داود اوغلو ان تركيا "لا يمكنها مواجهة الدفق الراهن من اللاجئين"، داعيا الى "التركيز منذ الان على الاجراءات الواجب اتخاذها داخل الحدود السورية". وانتقد المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الاممالمتحدة انتونيو غوتيريز الخميس بشدة فكرة اقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل الاراضي السورية، مؤكدا ان هذا المقترح يتناقض والقانون الانساني. وقال غوتيريز خلال اجتماع لمجلس الامن على المستوى الوزاري خصص لبحث الازمة في سوريا ان "المبدأ المعترف به دوليا هو ان لكل انسان الحق في البحث عن ملجأ في بلد آخر والحصول عليه". واضاف ان "هذا الحق لا يمكن تعريضه للخطر، مثلا عبر اقامة ما يسمى +مناطق آمنة+ او ترتيبات اخرى مشابهة". واكد ان "التجربة اظهرت للاسف انه نادرا ما يكون بالامكان تأمين حماية وامن فعالين في هكذا مناطق"، في اشارة واضحة الى مجزرة سربرنيتسا (البوسنة) في 1995 والتي وقعت في جيب كان موضوعا رسميا تحت حماية الاممالمتحدة. من جهته، اعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي قاطعه الفائز بجائزة نوبل للسلام ديسموند توتو لدوره في الحرب على العراق، خلال زيارة الى جوهانسبورغ الخميس ان قادة اليوم يواجهون في ملفي سوريا وايران نفس المعضلة التي واجهها هو مع نظام صدام حسين.