قرر مجلس الامن الدولي الخميس انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد نحو اربعة اشهر على بدء هذه المهمة، فيما وجهت روسيا نداء الى القوى الدولية لوقف النزاع في هذا البلد. وغداة تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجامعة العربية ومنظمة التعاون بالتآمر على بلاده، محملا اياهما مسؤولية سفك الدم السوري. في هذا الوقت، استمرت عمليات القصف والاشتباكات وخصوصا في حلب ودمشق واسفرت الخميس عن نحو مائة قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقرر مجلس الامن الدولي الخميس انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، الا انه ايد الدعوات لانشاء مكتب اتصال سياسي في دمشق. وقال المبعوث الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو بعد اجتماع عقده المجلس لبحث المسالة السورية، ان "شروط استمرار مهمة بعثة المراقبين الدوليين غير متوفرة". وتنتهي مدة المهمة منتصف ليل الاحد. وصرح ادموند موليت من قسم حفظ السلام في الاممالمتحدة للصحافيين ان "هذه المهمة ستنتهي عند منتصف ليل الاحد". وفي وقت سابق من هذا العام قرر مجلس الامن ارسال نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي تم التفاوض عليه بوساطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان والرئيس السوري بشار الاسد. الا ان اعمال العنف تصاعدت وعلقت بعثة المراقبين دورياتها في البلد المضطرب في 15 حزيران/يونيو. وابتداء من الخميس تم خفض العدد الى مئة مراقب ومراقب و72 موظفا مدنيا. وقال موليت ان اخر مراقب سيغادر دمشق يوم الجمعة الاسبوع المقبل. وايد مجلس الامن خطة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لفتح مكتب اتصال سياسي في دمشق لمراقبة الاحداث. وصرح للصحافيين ان المكتب سيضم ما بين 20 الى 30 خبيرا في الشؤون السياسية والانسانية والعسكرية. واضاف ان الرئيس السوري بشار الاسد وافق على انشاء هذا المكتب. وعلى هامش اجتماع مجلس الامن، حثت روسيا القوى العالمية اضافة الى المملكة العربية السعودية وايران على دعوة الحكومة السورية ومسلحي المعارضة الى وقف النزاع بينهما. وقال المبعوث الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان روسيا دعت الى عقد اجتماع لممثلي ما يسمى بمجموعة العمل الدولية حول سوريا في نيويورك الجمعة لمناقشة الاقتراح. وغداة قرار القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي التي اختتمت في مكة ليل الاربعاء الخميس تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي والدعوة الى وقف فوري للعنف، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاء مع التلفزيون السوري الرسمي "ان الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لم تكتفيا بتجميد عضوية سوريا بل تامرتا عليها وهما مسؤولتان عن سفك الدم السوري". واضاف "لقد ارسلوا طائرات خاصة لجلب بعض القادة المترددين لحضور اجتماع مكة وأقاموا هذا المؤتمر زورا وبهتانا". ولفت الى ان "الطف وصف يطلق عليهم انهم منافقون". في المقابل، رحب المجلس الوطني السوري (معارضة) الخميس بقرار منظمة التعاون الاسلامي تجميد عضوية سوريا في المنظمة، مؤكدا على "حاجة الشعب السوري الى مساعدة" المنظمة "للدفاع عن وجوده". الى ذلك، كشف المعلم ان وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس اكدت له ان العرب لم يتبرعوا بدولار واحد لمساعدة الشعب السوري. وقال "خلال لقائي باموس امس سالتها عن الدول التي تبرعت لمساعدة الشعب السوري انسانيا، وقالت ان هناك اربع دول ولم ياتنا دولار واحد من العرب". ميدانيا، ما زالت حلب تشهد قصفا واشتباكات تدور منذ اسابيع بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للسيطرة على هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري. وافاد المرصد مساء ان "احياء سيف الدولة وصلاح الدين والفردوس بمدينة حلب تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية بينما دارت اشتباكات متقطعة في منطقة الهجرة والجوازات ودوار الجندول وسيف الدولة". وطال القصف فجر الخميس احياء الفردوس والصاخور والسكري والانصاري وطريق الباب، وكلها في شرق حلب. ووقعت اشتباكات في محيط دوار الجندول القريب من وسط المدينة، اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي محافظة دمشق، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في منطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذي تمكنوا من اعطاب دبابة واصابوا طائرة حوامة، وفق المصدر نفسه. وكانت مدينة التل في ريف دمشق تعرضت لقصف من القوات النظامية السورية التي دخلت مناطق فيها الخميس بعد ايام من القصف والاشتباكات. وعثر على خمسة سائقين قتلوا فجرا على ايدي مجهولين في صحنايا في ريف دمشق حيث تعرض حيا العسالي والتضامن (جنوب) لقصف من القوات النظامية تسبب بسقوط جرحى. كما سقطت قذائف على البساتين المحيطة بحي المزة (غرب) الذي شهد الاربعاء اشتباكات عنيفة تسببت بسقوط عشرة قتلى. وافاد المرصد السوري ان 99 شخصا قتلوا الخميس في مناطق سورية مختلفة هم 65 مدنيا وعشرة مقاتلين معارضين ومنشقين و24 جنديا نظاميا. كما عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في منطقة البساتين بين درايا ومعضمية الشام وفق المصدر نفسه. من جهة اخرى، حررت القوات السورية فجر الخميس فريق تلفزيون "الاخبارية السورية" الذي كان خطف على ايدي مسلحين قبل بضعة ايام في ريف دمشق، في "عملية نوعية"، بحسب ما اعلن الاعلام الرسمي السوري. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان القوات النظامية دخلت مناطق في مدينة التل، مشيرا الى "الافراج عن فريق الاخبارية السورية بعد اقتحام المكان الذي كانوا محتجزين فيه في المدينة". دبلوماسيا، اعلن مسؤول اميركي الخميس ان بعض الرهائن الايرانيين الذين يحتجزهم مقاتلون معارضون سوريون في سوريا ينتمون الى الحرس الثوري الايراني. وفي بيروت، شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على اهمية التحضير لعملية انتقالية سياسية في سوريا، مشيرا الى ان هناك اتصالات بين عدد من الدول في هذا الاطار، والى ان "المسالة العسكرية هي شأن السوريين". ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي المعارضة السورية الى وضع خطة مشتركة للانتقال السياسي في سوريا وذلك بعد لقاء الخميس مع احد ممثليها رياض سيف. وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي دعا في وقت سابق بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد التي تزور الصين الى تطبيق وقف اطلاق نار والقبول بوساطة دولية لوقف العنف الذي تشهده البلاد. واجرى الاسد الخميس تعديلا وزاريا في حقيبتي الصناعة والعدل فيما عين وزيرا للصحة خلفا لوائل الحلقي الذي كلف برئاسة الحكومة، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان الاسد "اصدر مرسوما يقضي بتسمية عدنان عبدو السخني وزيرا للصناعة ونجم حمد الاحمد وزيرا للعدل وسعد عبد السلام النايف وزيرا للصحة". من جانبه، اعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه اجرى اتصالات مع القادة الامنيين لحل مسالة خطف مواطنين سوريين وآخر تركي في لبنان ردا على خطف لبنانيين في سوريا، في وقت افيد عن عمليات خطف جديدة طالت سوريين الخميس. ومع استمرار العنف، اعلنت فاليري اموس في ختام زيارة لسوريا ان اكثر من مليون لاجىء سوري يعانون من "فقر مدقع" ويحتاجون الى مساعدات عاجلة.