بدأت الخميس في الصين محاكمة زوجة القيادي الصيني السابق بو تشيلاي المتهمة بقتل بريطاني، في قضية اختلطت فيها الجريمة بالسياسة وزعزعت الحزب الشيوعي الحاكم. وصرحت جانغ مي الناطقة باسم محكمة مدينة هيفي (شرق) "نعم بدات" المحاكمة، وتعتبر محاكمة غو كايلاي احدى اكبر قضايا الفساد المدوية منذ عقود في الصين. واوضحت المتحدثة ان المناقشات بدات في الساعة 08,30 (00,30 تغ) ويفترض ان تستمر يوما واحدا، وسينظم مؤتمر صحافي لوسائل الاعلام الاجنبية التي لم يسمح لها بدخول المحكمة. وغو كايلاي، المحامية ذات الشهرة العالمية، متهمة بالقتل العمد بحق رجل الاعمال نيل هايوود، وعلى غرار زوجها بو تشيلاي كانت اقامت علاقات وثيقة بالبريطاني قبل ان تتدهور تلك العلاقات على خلفية خلاف مالي. ويعتقد انه تم تسميم الضحية بالزرنيخ في غرفة فندق في مدينة شونغكينغ الصينية الكبيرة التي تحولت الى معقل بو تشيلاي. وفي حدث نادر يحضر المحاكمة دبلوماسيون بريطانيون في حين غالبا ما ترفض السلطات الصينية حضور اجانب في المحاكم. ولاحظت مراسلة فرانس برس انتشار العشرات من الشرطيين بالزي النظامي وبالزي المدني صباح الخميس خارج المحكمة في حين اوقفت ناشطة كانت تدعو الى مزيد من الانفتاح في الصين. ويتوقع محللون ان تدان غو كايلاي بجريمة القتل لكن ان تنجو في المقابل من حكم الاعدام. لكنهم يشيرون الى ان مصيرها ومصير زوجها يظلان رهن الصراع الدائر حاليا في قمة هرم السلطة التنيفيذية الصينية قبل اشهر قليلة من المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الذي ستنبثق عنه قيادة جديدة. وافادت وكالة انباء الصين الجديدة ان لدى الادعاء ادلة "قاطعة" ضد المحامية غو. بينما يرى خبراء ان اقامة هذه المحاكمة تعني ان القيادة الشيوعية توصلت الى اتفاق حول طريقة التعامل مع وضع بو تشيلاي. وبعدما كان هذا القيادي السياسي اللامع والطموح مطروحا لاعلى مناصب السلطة، عرف سقوطا مفاجئا في الربيع وخصوصا بسبب قضايا فساد وهو موقوف حاليا في مكان سري. وصرح ابن الزوجين بو غاغوا الذي يفترض انه يدرس في الولاياتالمتحدة، هذا الاسبوع لقناة سي.ان.ان انه نقل بيانا يدعم امه مؤكدا ان "الحقائق ستظهر من تلقاء نفسها".