كابول (ا ف ب) - اعلنت الاجهزة الامنية الافغانية عن مقتل خمسة من مقاتلي حركة حقاني المسلحة في اشتباك مسلح فجر الخميس قالت انه ادى الى احباط مخطط لشن هجوم كبير في منطقة تضم السفارات الغربية في كابول. وقال المتحدث باسم اجهزة الاستخبارات الافغانية لطف الله ماشال لوكالة فرانس برس انه تمت مصادرة ثلاث عربات مليئة بالمتفجرات اضافة الى سترات انتحارية وصواريخ وقنابل يدوية ورشاشات. واوضح انه تم العثور على خرائط تشير الى اماكن كان ينوي المسلحون استهدافها وسط كابول بما في ذلك حي وزير اكبر خان الذي يضم البعثات الدبلوماسية، ومبنى في حي شاريناو التجاري المجاور، الا انه رفض كشف مزيد من التفاصيل لاسباب امنية. وقال ان المسلحين الذين كانوا متنكرين ببراقع نسائية، كانوا يعتزمون الاستيلاء على مبنى مرتفع لاطلاق النار على اهدافهم. ويبدو من حجم التحضيرات ان الاهداف تشير الى محاولة شن هجوم يشبه الهجوم الذي وقع في 15 نيسان/ابريل الماضي حين شن المتمردون ستة هجمات انتحارية متزامنة في البلاد، ثلاثة منها في قلب كابول لمناسبة بدء "هجوم الربيع" التقليدي بحسب قولهم. وقد استهدفوا خصوصا البرلمان وبعض السفارات في ما يعتبر حتى اليوم اكبر هجوم منسق في كابول في خلال عشر سنوات، اذ استغرق 17 ساعة من المعارك وادى الى سقوط 51 قتيلا بينهم 36 مهاجما. واثر معلومات جمعتها اجهزة الاستخبارات قامت قوات الامن باقتحام منزل في حي بول شرقي وجرى اثر ذلك تبادل لاطلاق النار بعد ان رفض المسلحون الاستسلام، بحسب المصدر نفسه. وتابع ماشال "ان المواجهات استمرت ست ساعات" وادت الى مقتل خمسة متمردين كانوا في المكان، وقام احدهم بتفجير سترته المحشوة بالمتفجرات، موضحا ان السلطات كانت تعتقد في البداية انها تتصدى لسبعة متمردين. واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية صديق صديقي مقتل خمسة مسلحين، واضاف "كل الدلائل تشير الى انهم مرتبطون بشبكة حقاني". وشبكة حقاني هي فصيل من حركة طالبان ويتمركز قادتها في باكستان المجاورة، ما عرض اسلام اباد الى ضغوط اميركية ضخمة لشن هجوم ضد هذه المجموعة. وصادق مجلس الشيوخ الاميركي الاسبوع الماضي على قرار يدعو وزارة الخارجية الى وضع شبكة حقاني -المتهمة بشن سلسلة من الغارات في كابول- على القائمة الاميركية للمجموعات الارهابية. ويقول مسؤولون اميركيون وافغان ان الشبكة تحظى بدعم جهاز الاستخبارات الباكستاني. واجرى قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي جون الن محادثات في اسلام اباد الخميس مع قائد الجيش الجنرال اشفق كياني، وقال انه تم احراز "تقدم كبير" في تحسين التعاون بين الجانبين. الا انه لم يشر الى شبكة حقاني. وتعتبر الهجمات الانتحارية في المدن او التي تستهدف قواعد حلف شمال الاطلسي مع القنابل اليدوية الصنع التي تزرع على الطرقات السلاح المفضل لمتمردي طالبان الذين يقاتلون منذ اكثر من عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في الحلف الاطلسي. ويأتي هجوم الخميس بعد ان اعلن الحلف الاطلسي تزايد عدد هجمات المتمردين مؤخرا على خلفية اعمال العنف المتزايدة في الولايات المحيطة بكابول. ووقع نحو ثلاثة الاف هجوم في حزيران/يونيو، الشهر الاكثر عنفا منذ نحو عامين، فيما بدأت القوات الدولية بقيادة الحلف الاطلسي بسحب جنودها المنتشرين في افغانستان والمقدر عددهم ب130 الف عنصر. وقد غادر الجيش الفرنسي الثلاثاء اقليم سوروبي قرب كابول، وهي محطة مهمة في عملية الانسحاب الشامل لقواته. والاربعاء، اعدم متمردون سبعة افغان في منطقتين قريبتين من كابول لعملهم مع غربيين كما قال مسؤولون افغان، فيما قتل اربعة من قوات الحلف الاطلسي ومترجم في هجمات بالقنبلة. وقد حذر طالبان في بداية هجومهم الصيفي بانهم سيستهدفون الافغان العاملين في الشركات الاجنبية. ويعمل عدد كبير من السكان المحليين في مشاريع غربية مدنية وعسكرية في افغانستان. ويعتبر الحلف الاطلسي ان تزايد الهجمات يفسر ببداية فصل المعارك في وقت مبكر، وما سرع به انتهاء محاصيل الافيون الذي يعتبر من اهم مصادر تمويل المتمردين بشكل مبكر ايضا. والاربعاء عثر على جثث سبعة مدنيين افغان يعملون لحساب شركة امنية غربية والحلف الاطلسي قرب كابول، وقد قتلوا على ايدي طالبان بحسب السلطات الافغانية بعد بضعة ايام من عمليات قتل مماثلة في المنطقة نفسها.