قتل ستة اشخاص وجرح 32 آخرون في هجوم انتحاري استهدف سائحين اسرائيليين هو الاول من نوعه في بلغاريا واتهمت الدولة العبرية ايران بالوقوف وراءه ويمكن ان يفاقم التوتر في الشرق الاوسط. وقال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف في مؤتمر صحافي الخميس في مطار بورغاس حيث وقع الهجوم "في الواقع هناك سبعة قتلى وليس ثمانية: خمسة اسرائيليين وسائق بلغاري والانتحاري". واضاف ان "الانفجار سببه رجل قتل في الهجوم ولم تعرف هويته"، موضحة ان "وثيقة سفره كانت رخصة قيادة مزورة صادرة عن ولاية ميشيغن" في الولاياتالمتحدة. وتابع وزير الداخلية ان "الانتحاري كان يرتدي قميص تي شرت ويحمل حقيبة ظهر وبدا مثل اي سائح آخر. وقد وضع حقيبته في مقصورة الحقائب في الحافلة التي وقع فيها الانفجار". وبطلب من وزارة الداخلية بثت شبكات التلفزيون البلغارية شريط فيديو للانتحاري التقط في المطار بكاميرا مراقبة. ويظهر في الشريط شاب نحيل يتجول في قاعة الانتظار في المطار وشعره اشقر طويل. وهو يرتدي قميصا ازرق وجوارب بيضاء وحذاء رياضيا ويضع قبعة زرقاء. وقد بدا وهو يمشي في قاعة المطار جيئة وذهابا. وقال وزير الداخلية انه "رجل في السادسة والثلاثين من العمر تقريبا ولدينا بصمات، موضحا ان تحليلا للحمض النووي يجري حاليا. ويقوم المحققون البلغاريون بتمشيط المطار ويستجوبون الشهود الممكنين بحثا عن ادلة. وهم على اتصال دائم مع الشرطة والاستخبارات الاسرائيلية وكذلك مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) على حد قول وزير الداخلية. واستهدف الهجوم حافلة للسائحين الاسرائليين عند نزولهم من طائرة تشارتر، وكان من المفترض ان يتوجهوا الى منتجع سلانتشيف برياغ شمال بورغاس. وقال وزير الداخلية ان 32 شخصا جرحوا بينهم 31 اسرائيليا بينما هناك جريح لم يتم التعرف الى جنسيته. ونقل الجرحى الاسرائيليون المصابون بجروح خطيرة الى مستشفى في صوفيا، بينما اعيد 28 جريحا الى بورغاس ترافقهم فرق طبية قدمت من اسرائيل، بعد ظهر الخميس. كما اعيد الى اسرائيل حوالى ستين سائحا نجوا من الهجوم، على متن طائرة ايرباص استأجرتها الحكومة البلغارية. قال وزير الداخلية البلغاري ان "اي منظمة لم تتبن الاعتداء". وحمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ايران مسؤولية الهجوم الذي استهدف حافلة كانت تقل سائحين وصلوا من تل ابيب الى مطار بورغاس للتوجه الى المنتجعات البحرية في بلغاريا. وتعهد نتانياهو بان "اسرائيل سترد بقوة على الارهاب الايراني". واضاف نتانياهو "راينا في الاشهر الاخيرة محاولات ايران لايذاء اسرائيليين في تايلاند والهند وجورجيا وكينيا وقبرص واماكن اخرى". كما اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حزب الله اللبناني بتنفيذ الهجوم على الاسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري بدعم من ايران. وقال ليبرمان "حزب الله بمساعدة الحرس الثوري الايراني هو المسؤول عن هذا الاعتداء الانتحاري" مضيفا "هذه معلومات مؤكدة". وتابع ان "اسرائيل تواجه حربا ارهابية عالمية ممولة ومنظمة من ايران". من جهته، لم يأت الرئيس الاميركي باراك اوباما على ذكر ايران لكنه ندد بما وصفه بانه "هجوم ارهابي همجي" مؤكدا مرة جديدة "التزامه الراسخ بامن اسرائيل". واتصل اوباما بنتانياهو مقدما تعازيه فيما اتفقا "على ان اسرائيل والولاياتالمتحدة ستعملان معا للتحقيق بالهجوم" كما جاء في بيان صادر عن الحكومة الاسرائيلية. ودان وزير الخارجية الكندي جون بيرد "بلا تحفظ" الهجوم. وقال ان "كندا تدين بلا تحفظ هذه الهجمات الدنيئة"، معبرا عن امله في ان "تفعل السلطات البلغارية ما بوسعها لاحالة مرتكبي الاعتداء على القضاء". من جهته رأى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان اسرائيل تواجه موجة ارهاب عالمية بتوجيهات من ايران. وقال باراك "نواجه موجة ارهاب عالمية (...) اعتداء بورغاس نفذه ناشطون من حزب الله بتوجيهات من ايران". واتهم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ايران بالوقوف وراء الهجوم واعتبر ان الضحايا قتلوا لمجرد كونهم اسرئيليين. الا ان التلفزيون الرسمي الايراني وصف اتهامات القادة الاسرائيليين بانها "متسرعة" و"سخيفة" قبل ان يؤكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية ان ايران تندد بشدة "باي عمل ارهابي". وقال رامين مهمانبرست بحسب ما نقل عنه تلفزيون العالم الناطق بالعربية ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي ابرز ضحية للارهاب، تعتبر ان تعريض حياة ابرياء للخطر (...) هو عمل غير انساني وتدينه بشدة". واضاف "موقف ايران هو ادانة اي عمل ارهابي في العالم". وتابع ان "النظام الصهيوني مسؤول عن اعمال ارهابية نظمت في لبنان وفلسطين وضد العلماء النوويين الايرانيين (...) ومستعد لاطلاق اتهامات لا اساس لها ضد دول اخرى لتحويل الانتباه عن طبيعته الارهابية". ويتزامن هذا الهجوم مع الذكرى ال18 لهجوم على مركز يهودي في الارجنتين ادى الى مقتل 85 شخصا، واثار ايضا ادانات من فرنسا وبريطانيا وكذلك من قادة مسلمين وبلغار. وكانت اسرائيل حملت ايضا ايران مسؤولية الهجوم على المركز في الارجنتين في 1994 رغم ان الجمهورية الاسلامية نفت هذه الاتهامات. وتتهم ايران بالمقابل اسرائيل بانها تقف وراء اغتيال علماء نوويين ايرانيين وشخصيات عسكرية بارزة في السنوات الماضية. وكان التلفزيون الاسرائيلي العام قال في كانون الثاني/يناير ان السلطات في بلغاريا احبطت هجوما بالقنبلة حين عثرت على عبوة ناسفة في حافلة كان يفترض ان تقل سائحين اسرائيليين الى منتجع تزلج.