سيليفري (تركيا) (رويترز) - مثل مرشح لجائزة نوبل للسلام مع أكثر من 200 شخص للمحاكمة في تركيا يوم الاثنين لاتهامهم بإقامة صلات مع المقاتلين الأكراد في قضية أثارت انتقادات دولية لسجل أنقرة في حرية التعبير. ووجهت الى المدعى عليهم وعددهم 205 اتهامات بالاحتفاظ بروابط مع اتحاد الجاليات الكردية الذي يشتبه في أنه ذراع حزب العمال الكردستاني الانفصالي. ودفعت هذه المحاكمة ومحاكمات مماثلة في انحاء متفرقة من البلاد جماعات حقوقية الى التشكيك في التزام حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحرية التعبير. ويقبع نحو 100 صحفي في السجن بتهم مختلفة مرتبطة بما كتبوه من تقاريرهم. وتجمع مئات الأكراد وبينهم نساء وأطفال خارج قاعة المحكمة التي تخضع لاجراءات امنية مشددة والتي تبعد 60 كيلومترا إلى الغرب من اسطنبول لدعم المتهمين وارتدى كثيرون أوشحة بألوان العلم الكردي. وحمل البعض لافتات كتب عليها "افرجوا عن الأكراد". ومن بين المتهمين رجب زاراكولو وهو ناشر بارز على الصعيد الدولي رشحه مشرعون سويديون لجائزة نوبل للسلام في مارس آذار. وواجه زاراكولو إجراءات قانونية متكررة بسبب كتب مثيرة للجدل كان قد نشرها. بدأت المحاكمة بأن رد معظم المتهمين باللغة الكردية لاثبات حضورهم عندما تلى القاضي أسماءهم. وطالب محامو المتهمين المحكمة بأن تحضر مترجمين لكن المحكمة رفضت طلبهم. وقال القاضي علي الكيس "ليس الأكراد أو الكردية التي تحاكم هنا.. هذه قضية تنظر في منظمة غير مشروعة ومسلحة" مما دفع المحامين إلى مغادرة المحكمة احتجاجا. وشن حزب العمال الكردستاني حملة مسلحة ضد الدولة التركية من أجل حكم ذاتي في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية أودت بحياة اكثر من 40 الف شخص منذ 1984. وتصف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب بانه جماعة إرهابية. وقال المحامي اركان كانار للمحكمة "لن نحضر المحاكمة اليوم بسبب رفض حق من حقوق الإنسان الأساسية: الحق في الكلام والدفاع عن نفسك بأفضل لغة تتحدثها.. لغتك الأم." وصفق المتهمون ومئات من انصارهم معبرين عنه ابتهاجهم لانسحاب المحامين. واللغة التركية هي اللغة الرسمية الوحيدة في تركيا التي يشكل فيها الاكراد نحو خمس السكان. ويطلب من المواطنين الاتراك التحدث بالتركية اثناء الاجراءات الرسمية ويمكن فقط للمواطن طلب مترجم إذا اعتبر غير قادر على الكلام باللغة التركية. ويختار كثير من الأكراد التحدث بلغتهم الأم احتجاجا على ما يعتبرونه قيودا على حرية التعبير. واستدعي جنود إلى المحكمة لطرد مؤيدي المتهمين. وردد الحشد وهو في طريقه إلى خارج المحكمة "سنقاوم سنقاوم وسننتصر." وواصل القاضي قراءة باقي الأسماء قبل رفع جلسة المحاكمة الي غد الثلاثاء. وكانت بصرى ارسانلي وهي أستاذة في جامعة مرمرة باسطنبول واحدة من المتهمين القلائل الذين تحدثوا باللغة التركية عندما ذكر اسمها. وقالت ارسانلي للمحكمة "أنا أكاديمية واحصل على حولي 3000 ليرة (1600 دولار) شهريا." ويواجه المتهمون عقوبة السجن لمدة أقصاها 15 عاما إذا ادينوا وتم الإفراج عن الناشر زاراكولو بكفالة مع 14 شخصا آخرين في ابريل نيسان. ولا يزال 140 من المتهمين المئتين والخمسة رهن الاحتجاز. وأدانت منظمة (مراسلون بلا حدود) المحاكمة وقالت إنها "تجريم لحرية التعبير" و"إساءة لاستخدام الاحتجاز السابق للمحاكمة" ودعت إلى إطلاق سراح الصحفيين على الفور. (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)