جنيف (رويترز) - قالت الأممالمتحدة يوم الجمعة إن عدد السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ارتفع بنسبة 50 في المئة منذ مارس آذار إلى 1.5 مليون شخص مع نزوح مزيد من السكان عن منازلهم وسط تصاعد العنف. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن القتال بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة يصعب الوصول إلى المدنيين المعرضين للخطر. وقال جينس لايرك المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية في جنيف "المزيد والمزيد من الناس يتركون ديارهم والمساعدة ضرورية.. المشكلة العامة هي غياب الامن وصعوبة الوصول إليهم." وجاء في بيان لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية نقلا عن بيانات لجمعية الهلال الأحمر السوري أن عدد النازحين الحالي يشمل 350 ألفا في محافظة ادلب الشمالية ونحو 250 ألفا في مدينة حمص التي تشهد معارك طاحنة حيث تحول أكثر من 100 مبنى عام الى مأوى مؤقت لمن فروا من ديارهم. وقال البيان إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وزع غذاء على 461 ألف سوري بحلول منتصف يونيو حزيران ويسعى لزيادة العدد إلى 850 ألفا في يوليو تموز. وقال لايرك ان الموقف الامني المتدهور في سوريا يعوق عمل الاممالمتحدة. وكانت المنظمة الدولية قد توصلت الى اتفاق مع السلطات السورية لتنفيذ برنامج مساعدات واسع النطاق. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عمال الإغاثة الذين يتطلعون لإجلاء المئات من المدنيين والجرحى المحاصرين لم يتمكنوا من الوصول إلى المناطق التي تضررت بشدة في مدينة حمص يوم الخميس بسبب إطلاق النار. وقالت اللجنة يوم الجمعة إنها تعيد الاتصال مع جميع الأطراف كي تتمكن من توصيل المساعدات "المطلوبة بشدة" وتنفيذ عمليات الإجلاء لكنها لم تستطع تحديد متى يمكن أن يحدث هذا. وعبر الميجر جنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة إلى سوريا التي اضطرت لتعليق عملياتها قبل نحو أسبوع لانعدام الأمن عن قلقه بشأن "المدنيين المحاصرين في مناطق القتال" وحجم التدمير في المدن الكبرى. وقال في مؤتمر صحفي منفصل في جنيف يوم الجمعة "ما نراه عندما ندخل أحياء في حمص وفي درعا وفي حماة بشكل خاص هو مستوى من التدمير يحتاج إعادة بناء وإعمار تتجاوز التفسيرات التقليدية للمساعدات الإنسانية." وأضاف "أشعر أيضا بالقلق بشكل خاص من استمرار الاحتلال العسكري للمستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس والذي يمنع أيضا حصول المحتاجين على الرعاية الطبية." وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن وقود وسائل النقل في سوريا بدأ ينفد بينما لا يعمل بشكل كامل سوى النصف من بين 38 مستشفى شملها مسح أجري في سبع محافظات. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في الخامس من يونيو حزيران أنها توصلت إلى اتفاق مع السلطات السورية لتنفيذ برنامج للمساعدات لكن تزايد العنف يحول دون وصول مزيد من موظفي المعونة للمناطق. ونظمت مهام استطلاعية وستقام في باديء الامر مراكز انسانية في حمص ودير الزور في الشرق. وقال مكتب الاممالمتحدة "نظرا لتدهور الموقف الامني علقت عملية نشر الطواقم في مواقع ميدانية." ونقل المكتب عن المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين قولها ان أكثر من 86 ألف لاجيء سوري سجلوا في العراق والاردن ولبنان وتركيا بزيادة قدرها نحو 20 الفا عن 31 مارس آذار. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)