اسلام اباد (رويترز) - قال مسؤول باكستاني يوم الخميس إن من غير المرجح أن تعيد باكستان فتح خطوط إمداد أمام قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ما لم تعرض الولاياتالمتحدة صيغة مقبولة سياسيا خلال محادثات لإنهاء أزمة قائمة منذ ستة أشهر بشأن هذه القضية. وقال مسؤول إن حزب الشعب الباكستاني الحاكم لابد أن يتحلى بالمهارة السياسية وأن يضع في الاعتبار تفشي المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في أنحاء البلاد قبل الانتخابات العامة المقررة بحلول أوائل العام القادم. وقال المسؤول المطلع على المفاوضات لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "ليس من العدل بالنسبة لأي بلد أن يتوقع أي قرارات قد تكون مضرة سياسيا قبل الانتخابات." وتحث الولاياتالمتحدةباكستان على إعادة فتح خطوط الإمداد أمام قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان خلال محادثات صعبة لا تظهر أي مؤشر على حدوث انفراجة قريبا. وأغلقت باكستان هذه الخطوط التي تعتبر حيوية لسحب أغلب القوات الأجنبية من أفغانستان قبل نهاية عام 2014 احتجاجا على قتل 24 جنديا باكستانيا في نوفمبر تشرين الثاني في غارة جوية شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي على الحدود مع أفغانستان. وقال المسؤول إن زيادة رسوم العبور هو أصعب قضية في محادثات باكستان. وأضاف المسؤول دون الخوض في تفاصيل إن باكستان تطالب برسوم أعلى كثيرا من الرسوم الحالية التي تبلغ 250 دولارا للحاوية أو شاحنة صهريج الوقودالتي تعبر حدودها ولا يعرف متى يتم التوصل لاتفاق. وقال "ربما يكون غدا أو خلال شهرين." وزادت الإحباطات الأمريكية من باكستان يوم الأربعاء بعد أن أصدرت السلطات الباكستانية حكما على طبيب اتهم بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في التوصل إلى مكان زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بالسجن 33 عاما بتهمة الخيانة. واتهم شاكيل افريدي بأنه اتخذ حملة تطعيم ستارا جمع خلالها عينات للحمض النووي (دي.ان.إيه) يعتقد أنها ساعدت المخابرات الأمريكية على اقتفاء أثر بن لادن. وقتل زعيم القاعدة في عملية لقوات أمريكية خاصة في بلدة أبوت اباد في مايو ايار من العام الماضي والتي أضرت بشدة بالعلاقات مع واشنطن التي تمثل مصدرا لمليارات الدولارات من المساعدات. ولم توجه بعد اتهامات لأي شخص بمساعدة زعيم القاعدة السابق في اللجوء بباكستان. وقال مسؤولون ومشرعون أمريكيون إن افريدي لا يستحق سوى الإشادة وليس حكما بالسجن لمدة 33 عاما. ووصف عضوان امريكيان رفيعان بمجلس الشيوخ الحكم بأنه "صادم ومثير للغضب" وحث اسلام اباد على العفو والإفراج عنه على الفور. لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الباكستانية قال إن الولاياتالمتحدة يجب أن تحترم قرار المحكمة. وقال معظم علي خان للصحفيين "أعتقد أنه فيما يتعلق بقضية السيد افريدي فكانت طبقا للقوانين الباكستانية ونظرتها محاكم باكستانية ونحن في حاجة إلى أن يحترم كل منا الاجراءات القضائية للآخر." وبخلاف المحادثات بشأن خطوط إمداد حلف شمال الأطلسي فإن باكستانوالولاياتالمتحدة تحاولان رأب الصدع في علاقاتهما منذ العملية التي أسفرت عن مقتل بن لادن والتي مثلت إهانة كبيرة للجيش الباكستاني. وقال المسؤول الباكستاني إن اسلام اباد تصر على مطالبة الولاياتالمتحدة بالاعتذار عن قتل الجنود الباكستانيين في الغارة الجوية على الحدود وإن هناك تقدما في القضية. وأضاف "نحتاج نوعا من الاعتذار." كما تريد باكستان إنهاء الضربات الأمريكية بطائرات بلا طيار والتي تستهدف المتشددين الإسلاميين على أراضيها. وتذكي الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار والتي يقول مسؤولون أمريكيون إنها فعالة جدا في مواجهة المتشددين المشاعر المناهضة للولايات المتحدة داخل باكستان لأنها ينظر لها على انها انتهاك للسيادة والتسبب في سقوط قتلى من المدنيين. وقال مسؤولو مخابرات باكستانيون إن طائرة امريكية بلا طيار استهدفت متشددين إسلاميين فيما يبدو في المنطقة اليوم قتلت عشرة أشخاص في هجوم من المرجح أن يفاقم الازمة الحالية مع واشنطن بشأن خطوط إمداد قوات حلف شمال الأطلسي. (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)