أنهى السينمائي الألماني فيم فندرز تصوير فيلمه عن الراقصة بينا باوش، بتقنية الأبعاد الثلاثية التي "تفتح آفاقا جديدة للأفلام الوثائقية"، على ما أعلن لوكالة فرانس برس خلال مهرجان ترانسيلفانيا العالمي للأفلام (تيف). وقال فندرز انه اراد "إنجاز الفيلم مع بينا منذ عشرين عاما. وكانت الفكرة أن تأخذنا هي في جولة في عالمها. كان ذلك ليأتي على شكل +رود موفي+ أو فيلم يصور خلال الترحال، أرافقها خلاله خارج البلاد". وبينا باوش، وجه بارز في الرقص المعاصر، توفيت بشكل مفاجىء في حزيران/يونيو من العام 2009، عن عمر يناهز 68 عاما، اي "قبل شهر واحد على البدء بالتصوير"، على ما اوضح فندرز، قائلا "لم أجد دافعا للمضي" في المشروع في ذلك الوقت. واضاف فندرز الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان "كان"عن فيلمه "باري، تكساس" في العام 1984، "لكننا أدركنا بعد فترة، وخلال عرض لباليه باوش في المسرح الراقص +تانزثياتر+ في فوبرتال (غرب ألمانيا)، أنها تستحق منا هذا الفيلم". وقال فندرز الذي يحل ضيف شرف على مهرجان "تيف" التاسع "انتهيت من التصوير. وأنا الآن في مرحلة التوليف. لكن الفيلم لن يجهز قبل السنة المقبلة". وعمد فندرز في فيلمه الى تصوير الراقصين الذين احتكوا "بسيدة الرقص"، التي ذاع صيتها عالميا من خلال أسلوبها التعبيري. وفي هذا الاطار شرح فندر في حيثه مع فرانس برس ان "المشروع تحول إلى فيلم يؤرخ لأعمال باوش"، مضيفا "بالتأكيد، هو أمر يختلف تماما عما كنا سننجزه معا"، لو أنها ما زالت على قيد الحياة. وتقديرا لفن بينا باوش، "الذي يرتكز على الفضاء"، اتخذ المخرج قراره باللجوء إلى الأبعاد الثلاثية خلال العام الماضي. لكنه اشار إلى أن "تقنية الأبعاد الثلاثية لم تنجح إلا مؤخرا في إبراز واقع الحياة بالطريقة الملائمة". لم يكن من السهل تصوير مشاهد من واقع الحياة بتقنية الأبعاد الثلاثية. وفي هذا الاطار قال "عليكم أن تنسوا كل ما تعرفونه عن الإخراج" من رسومات ولوحات قصص و تقطيع للمشاهد. وبالنسبة له، فان تقنية الأبعاد الثلاثية لن تقف عند الرسوم المتحركة والافلام الضخمة كما كان الحال. وقال "في المستقبل، ستتحول (هذه التقنية) إلى الأداة المثالية لمخرجي الأفلام الوثائقية. الأمر الذي سيفتح أمامهم آفاقا واحتمالات جديدة". واضاف "خلال سنوات، قد تنجز جميع الأفلام الوثائقية بتقنية الأبعاد الثلاثية، الأمر الذي قد ينعش هذا النوع من الأفلام، تماما كما فعلت التقنية الرقمية".