يتوقع ان يصادق مجلس الدوما الروسي الثلاثاء على ترشيح ديمتري مدفيديف لمنصب رئيس الوزراء غداة مغادرته الكرملين اثر عودة فلاديمير بوتين الى الرئاسة على خلفية استمرار احتجاجات المعارضة. وقدم بوتين شخصيا الى الدوما واشاد بمدفيديف معتبرا اياه "رجلا يحب وطنه ويتمتع بالخبرة". وقال خلال جلسة الدوما "لا اشك في ان جهوده المتواصلة وخبرته السياسية وادارته سيساعدان ديمتري اناتولفيتش مدفيديف على حل اصعب المشاكل التي يواجهها رئيس وزراء". من جهته وعد مدفيديف في خطاب طويل قدم فيه الخطوط العريضة لسياسته في حال تمت المصادقة على ترشيحه ب"بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الدينامية الايجابية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي". وكان بوتين قدم اعتبارا من الاثنين بعيد تنصيبه رئيسا، ترشيح مدفيديف لخلافته في رئاسة الوزراء. وعملية مصادقة مجلس النواب على ترشيح مدفيديف يفترض ان تتم بدون صعوبات. ولتتم المصادقة على ترشيح مدفيديف، سيكون بحاجة لاصوات 226 نائبا من اصل 450 عضوا مجلس النواب الروسي. والحزب الحاكم "روسيا الموحدة" الذي يشغل 238 نائبا واصبح يرئسه حاليا مدفيديف والحزب الليبرالي الديموقراطي (قومي يعد 56 نائبا) بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي اعلنا دعمهما لترشيحه. الا ان الحزب الشيوعي، ثاني قوة في الدوما مع 92 مقعدا، فاعلن انه لن يدعم ترشيح الرئيس المنتهية ولايته بعدما اجرى مشاورات معه كما اعلن زعيم الحزب غينادي زيوغانوف لوكالة ايتار تاس. وذكرت ايتار تاس ان زعيم حزب "روسيا العادلة" (وسط-يسار) سيرغي ميرونوف دعا ايضا تنظيمه الى التصويت ضد ترشيح مدفيديف. وكان بوتين ومدفيديف اعلنا اعتبارا من الخريف انهما سيتبادلان منصبيهما مع اجراء الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس التي فاز بها بوتين بحوالى 64% من الاصوات من الدورة الاولى. وهذا "الثنائي" الحاكم مع تبادل المناصب الجاري حاليا، يتوقع ان يبقى في الحكم لفترة طويلة. وقد بقي ديميتري مدفيديف طوال فترة رئاسته في ظل بوتين الذي اضطر لمغادرة الكرملين في 2008 بسبب عدم تمكنه من شغل ثلاث ولايات متتالية بموجب الدستور. وتبادل السلطة هذا بالاضافات الى عمليات التزوير الكبرى التي نددت بها المعارضة في الانتخابات التشريعية والرئاسية، تسببا بحركة احتجاج غير مسبوقة منذ وصول بوتين الى السلطة عام 2000. والاحد عشية تنصيبه رئيسا، قمعت الشرطة تظاهرة ضمت ما بين ثمانية الاف وعشرات الاف الاشخاص بحسب الشرطة والمنظمين. والثلاثاء لليوم الثاني على التوالي حاول متظاهرون معظمهم من الشبان مواصلة الحركة عبر تنظيم اعتصامات. وكانوا يبدلون مواقعهم في كل مرة تقوم فيها قوات الامن بتفريق تجمعهم. وقامت الشرطة بتوقيف حوالى عشرين شخصا صباح الاربعاء. ومنذ الاحد اعلنت انها اوقفت اكثر من 750 متظاهرا. ونددت المعارضة الاثنين بالتوقيفات العشوائية في الشارع وحتى داخل مقهى يرتاده قادة من المعارضة.