سيقر مجلس النواب الروسي (الدوما) الجمعة في قراءة اولى النص الاولي لمعاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) لكنه سيقدم تعديلاته الخاصة على النص في كانون الثاني/يناير المقبل "ردا" على الشروط التي وضعها اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي كونستانتين كوساتشيف ان الشروط التي اضيفت خلال مصادقة مجلس الشيوخ الاميركي على المعاهدة "تتناقض" مع مضمون المعاهدة. واضاف امام صحافيين قبل مناقشة ستارت في قراءة اولى في مجلس النواب "لا نملك حق ترك هذه التفسيرات بدون رد. انها تتناقض مع المعنى الكامل للمعاهدة". واشار الى انه خلال القراءة الاولى للنص "سيوافق حزب روسيا الموحدة (الموالي للسلطة ويشكل اغلبية مطلقة في الدوما) على المعاهدة كما وقعها اوباما ومدفيديف. سنوافق على المعاهدة التي وقعها الرئيس" الروسي. واوضح ان "القراءة الثانية ستجري في كانون الثاني/يناير على اقرب حد". وتنتهي اعياد الميلاد ورأس السنة في روسيا في العاشر من كانون الثاني/يناير. وتابع "سنقترح تعديلاتنا واعلانين اضافيين وكل هذا يحتاج الى وقت". واوضح ان النواب لم يطلعوا على نص قرار المصادقة الاميركية. وقال رئيس الدوما بوريس غريزلوف صباح الخميس ان جدول اعمال المصادقة على المعاهدة سيحدد بمجرد استلام الوثائق من الولاياتالمتحدة. واشار الى اجراء خمسين تعديلا على النص خلال المداولات في مجلس الشيوخ الاميركي. وقال "لن نعرف اي منها تمت الموافقة عليه ما لم نحصل على النص الاصلي". واعلن الحزب القومي المتشدد الرابطة الديموقراطية لروسيا الذي يقوده فلاديمير جيرينوفسكي والحزب الشيوعي انهما سيصوتان ضد المصادقة على المعاهدة. الا ان موقف هذين الحزبين لن يؤثر على عملية المصادقة ومجلس النواب لا يمكن ان يخالف توجيهات الكرملين. ويتمتع حزب روسيا الموحدة الذي يقوده رئيس الوزراء فلاديمير بوتين باغلبية مطلقة في المجلس حيث يشغل 314 من اصل 350 مقعدا. وصادق مجلس الشيوخ الاميركي الاربعاء على النص بعد اسابيع عدة من المباحثات المكثفة في واشنطن مع جمهوريين مترددين. واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف في اتصال هاتفي الخميس على الطابع "التاريخي" للمعاهدة. وقال البيت الابيض في بيان ان "مدفيديف هنأ اوباما اثر مصادقة الكونغرس على المعاهدة"، موضحا ان رئيسي البلدين "اعتبرا انها حدث تاريخي للبلدين وللعلاقات الاميركية الروسية". وتنص معاهدة ستارت (اختصار اسمها معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية باللغة الانكليزية) التي وقعها في الثامن من نيسان/ابريل 2010 الرئيسان اوباما والروسي ديمتري مدفيديف على الحد من الاسلحة النووية الاستراتيجية التي يملكها كل من الجانبين، اي الصواريخ النووية البعيدة المدى والاقوى منها. وتقضي المعاهدة المحددة بعشر سنوات بامتلاك كل من البلدين 1550 رأسا نوويا على الاكثر، مقابل 2200 حاليا، اي انها خفضت عددها بنسبة ثلاثن بالمئة. وهي تنص على استئناف عمليات التحقق المتبادلة من الترسانات النوويتين للبلدين التي توقفت في نهاية 2009 مع انتهاء معاهدة ستارت السابقة التي وقعت في 1991.