أدت الحكومة الأردنية الجديدة التي يهيمن عليها المحافظون برئاسة فايز الطراونة اليمين أمام العاهل الأردني الملك عبدالله الأربعاء. وكلف العاهل الأردني الحكومة بالإعداد لانتخابات برلمانية يتوقع إجراؤها مؤخرا هذا العام. وقد كلف الطراونة بتشكيل الحكومة عقب الاستقالة المفاجئة لسلفه عون الخصاونة الذي يعزو المراقبون استقالته إلى الصراع على السلطة مع قوات الأمن الأردنية. وقد حاول الطراونة خلال فترة توليه الوزارة التي استمرت ستة أشهر إقناع المعارضة الإسلامية بوقف مقاطعتها للانتخابات التي تقول إنها غير عادلة لأنها –في نظرهم- تحابي القبائل والمناطق الريفية على حساب المناطق المدنية التي توجد فيها معاقلهم. ولا يتوقع السياسيون أن يؤدي ترك الخصاونة الوزارة إلى عودة الإسلاميين إلى المشاركة. وكان الملك عبدالله قد كلف الطراونة –وهو السياسي الذي تلقى تعليمه في أمريكا، والذي تولى من قبل عدة مناصب رفيعة المستوى- الخميس الماضي، وطلب منه الإسراع في عملية الإصلاح السياسي التي يلوم العاهل الأردني الخصاونة على إبطائها. ويقول السياسيون إن الخصاونة وقع في شرك مع المخابرات الأردنية في صراع على السلطة. وكانت المخابرات قد أعربت عن عدم رضاها عن معالجة الخصاونة لحملته الكبيرة على الفساد التي انتهت إلى إثارة تحقيقات قضائية كثيرة مع مسؤولين كبار. وكان الخصاونة قد اقترح كذلك إصلاح النظام الانتخابي، وأثار مشروعه غضب كثير من الأطراف. وشعر النواب القبليين أن المشروع يحابي الإسلاميين، بينما أحس بعض الإسلاميين بعدم الرضا عنه لأنه نظام قوائم حزبية قد يحد عدد المقاعد التي يمكن أن يحصلوا عليها. ويعد فايز الطراونة رابع رئيس وزراء يتولى الوزارة في الأردن خلال أربعة عشر شهرا. وقد دأب ملك الأردن على تغيير الحكومة للحصول على تأييد القبائل الأردنية التي تعد عصب الملكية في البلاد، وللحد من الاحتجاجات التي أثارتها انتفاضات الربيع العربي المنادية بالديمقراطية عبر العالم العربي.