استؤنفت السبت في اسطنبول المفاوضات بين ايران والدول الكبرى التي تهدف الى خفض التوتر بشأن الملف النووي الايراني الذي يشتبه الغرب بانه يخفي شقا عسكريا. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت ان "اجواء ايجابية" سادت بداية المحادثات. وقال مايكل مان للصحافيين بعد بدء المفاوضات "هناك اجواء ايجابية وهناك رغبة في تحقيق تقدم جوهري". وقال مندوبون يشاركون في المحادثات ان النتيجة الاكثر طموحا لهذا الاجتماع ستكون قرار عقد اجتماع آخر لمناقشات معمقة خلال مهلة معقولة في بغداد على الارجح، كما ذكرت طهران. وكان آخر اجتماع بين ايران ومجموعة 5+1 عقد في كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول ولم يتح التوصل الى اتفاق. وتضم المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) والمانيا. وقال دبلوماسي عضو في احد الوفود ان "احدث رد اعطته ايران هو انها مستعدة للجلوس الى الطاولة والتحدث عن الملف النووي. بالنسبة لنا ستسمح هذه المحادثات بالتحقق من ذلك". واضاف "لا ننتظر شيئا محددا (...) لكننا سنتحدث عن امكانية الاجتماع مجددا خلال اربعة او ستة اسابيع اذا كان ذلك ممكنا". وكتبت صحيفة كيان الايرانية القريبة من السلطة السبت ان "ما تنتظره ايران من مجموع 5+1 هو في الحد الادنى ان يثقوا بنا عبر الغاء كل القرارات غير الشرعية (للامم المتحدة) وكل العقوبات (التي تستهدف ايران" كاجراء اول". وقال خبراء ان اقناع ايران بخفض انتاجها من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استعماله لاغراض سلمية وعسكرية على حد سواء، سيكون من المواضيع الاساسية خلال المفاوضات القادمة بين الدول الكبرى وايران. وقد يطلب ايضا من ايران خلال هذا الاجتماع ان تفسح المجال امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمزيد من الزيارات الى منشآتها النووية. وتملك ايران ثلاثة الاف كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب بنسبة 3,5 بالمئة. لكن قدراتها المتزايدة على التخصيب بنسبة 20 بالمئة لا سيما في مصنع فوردو تحت الارض (وسط) تثير تساؤلات. وتخشى الدول الغربية الكبرى من ان ان يكون باستطاعة ايران اذا ما قررت صنع سلاح ذري ان تعدل سريعا اجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة. غير ان طهران تؤكد ان اليورانيوم المخصب بنسة 20% مخصص لمفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج النظائر المخصصة للاستعمال الطبي. وتبدو تركيا التي تستضيف المحادثات للمرة الثانية اكثر تفاؤلا من الطرفين الحاضرين. فقد اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد محادثات مع رئيس الوفد الايراني سعيد جليلي مساء الجمعة "ستكون هناك انباء جيدة في نهاية اللقاء". وكل هذا على الرغم من الاشارات السيئة التي صدرت قبل الاجتماع. فقد اعربت ايران الجمعة عن خيبة املها من موقف الغربيين بينما صعدت الولاياتالمتحدة اللهجة وطلبت من طهران ان تبرهن على "جدية". وقال مصدر قريب من الوفد الايراني لوكالة فرانس برس الجمعة ان الموقف الغربي "لا يسمح بان نرى ان هناك نقاطا تثير املا" في التقدم في المفاوضات. ووصف هذا المصدر موقف الغربيين بانه "غير مشجع ومخيب للآمال". وردت الولاياتالمتحدة بدعوة ايران الى البرهنة على "جدية" في المحادثات. وقال نائب مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس "نتمنى ان تكون هناك اجواء مشجعة يمكن ان تبرهن فيها الحكومة الايرانية على جديتها ورغبتها في مواصلة مفاوضات جدية". وكانت جولة المفاوضات السابقة التي عقدت في كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول ايضا قد فشلت في تحقيق اي نتيجة.