من المنتظر أن تعود صادرات النفط الليبي الى مستويات قبل الحرب بحلول أبريل نيسان هذا العام متجاوزة حتى أكثر التقديرات تفاؤلا مما سيخفف حدة النقص العالمي في النفط جراء الانقطاعات والصراعات. وقال مسؤول كبير في المؤسسة الوطنية للنفط الليبية ان ليبيا تخطط لتصدير نحو 1.4 مليون برميل يوميا من النفط في أبريل وعند هذا المستوى ستتجاوز الصادرات تسليمات فبراير شباط 2011 قبل اندلاع الثورة ضد حكم معمر القذافي. وربما تخفف الزيادة السريعة في التدفقات وبصفة خاصة الى مستوردين في منطقة البحر المتوسط الضغوط في الأسواق العالمية بفعل الصراعات في عدة دول منتجة للنفط اضافة الى انقطاع امدادات النفط الايراني في يوليو تموز لدى بدء تطبيق عقوبات غربية. وتواجه المصافي الاوروبية صعوبات في توفيق أوضاعها حيث دفعت مشكلات الامدادات خام برنت للصعود أكثر من 17 في المئة منذ بداية العام. ولا تزال ايطاليا بعد الحرب أكبر شريك تجاري نفطي لليبيا حيث يتجه اليها نحو ثلث صادرات النفط الليبية. لكن الصين أصبحت الآن ثاني أكبر وجهة لصادرات النفط الليبية هذا العام وأظهرت بيانات للمؤسسة الوطنية للنفط أن حوالي 17 في المئة من صادرات النفط الليبي تتجه الى الصين منذ بداية العام. ولا تزال فرنسا وأسبانيا من العملاء المهمين حيث تستحوذ كل منهما على أقل قليلا من عشرة في المئة من صادرات النفط الليبي. لكن الامدادات لالمانيا تراجعت بشكل حاد فيما يبدو الى ثلاثة في المئة من 14 في المئة قبل الحرب. وترجع الزيادة في صادرات النفط الليبي جزئيا الى تأخر استئناف العمل في مصفاة راس لانوف أكبر مصفاة في ليبيا التي تشكل ما يزيد عن نصف الطاقة التكريرية في البلاد. ولا تزال المصفاة التي تبلغ طاقتها 220 ألف برميل يوميا معطلة مما يتيح تصدير النفط بحرية من الحقول الشرقية. وكان من المقرر في بادئ الأمر استئناف تشغيل مصفاة راس لانوف بنهاية 2011 لكن مشكلة تتعلق بامداد المصفاة حالت دون ذلك. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط ان سبب التأخير يرجع الى نقص الامدادات من حقل السرير الذي تقوم بتشغيله شركة الخليج العربي للنفط في شرق البلاد الغني بالنفط. ويحتاج الحقل للعودة الى طاقة انتاجه الكاملة قبل أن تستأنف الامدادات الى مصفاة راس لانوف ومن المتوقع أن يتم ذلك في أبريل. وقالت مصادر نفطية ان هناك أيضا خلافات حول شروط الدفع للمصفاة التي يديرها مشروع مشترك مع رجل أعمال اماراتي. وقال المسؤول "ننتظر حتى يصل انتاج حقل السرير 310 الاف برميل يوميا." ونفى وجود خلافات حول الدفع. وتابع بقوله "لا يوجد شئ آخر. هناك فقط بعض الموضوعات جاري مناقشتها." وترجع زيادة الصادرات في أبريل جزئيا أيضا الى سوء الاحوال الجوية هذا الشهر أدى الى إرجاء عدد من الشحنات. (اعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)