صرح نائب ايراني نافذ الاحد لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ان ايران لن تتنازل عن مكاسبها النووية اثناء المفاوضات المقبلة المتوقعة مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1. واكد علاء الدين بوروجردي الذي يرئس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني ان "البرلمان لن يسمح على الاطلاق للحكومة بان تتراجع ولو خطوة واحدة في السياسة النووية". وقال ان اعلان ايران بانها تطور عمليات تخصيب اليورانيوم وانها صنعت وقودا نوويا مخصبا بنسبة 20% يظهر ان البلاد "متمكنة تماما من العلوم النووية". وقال ان الحكومة والبرلمان لديهما مواقف مماثلة حيال هذا الموضوع. وقال ان "الرسالة الرئيسية لهذا الانجاز وغيره من النجاحات هو ان الجمهورية الاسلامية في ايران تتحكم تماما بالعلم النووي. واذا لم تقبل دول مجموعة 5+1 حقيقة القدرات النووية لايران، فستعاني من ذلك". وتأتي هذه التصريحات قبل الاستئناف المتوقع للمحادثات بين ايران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا) بهدف ايجاد مخرج للازمة النووية الايرانية. وطلبت ايران رسميا ان يتوافق الطرفان بسرعة لتحديد مكان وزمان استئناف المفاوضات. وجرت اخر سلسلة مفاوضات في هذا الشان في اسطنبول في كانون الثاني/يناير 2011. وعرضت تركيا مجددا استضافة المحادثات. وعززت الولاياتالمتحدة والدول الغربية في الاشهر الاخيرة العقوبات الاقتصادية ولا سيما النفطية والمصرفية بحق ايران لارغامها على التخلي عن برنامجها النووي. في المقابل، تعارض روسيا والصين فرض عقوبات جديدة على ايران. وهددت اسرائيل ايضا بتوجيه ضربات جوية ضد المواقع النووية الايرانية. واكدت طهران طوال الوقت ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية بحتة، ونفت الشكوك الغربية التي ورد العديد منها في تقرير للوكالة الدولية للطاقة النووية في تشرين الثاني/نوفمبر، بانها تجري ابحاثا عسكرية تهدف الى تصميم اسلحة نووية. واضاف بوروجردي "استطاع الاميركيون وحلفاؤهم ان يتاكدوا من ان الجمهورية الاسلامية في ايران نجحت بفضل شبابها العلماء من دون مساعدة دول اخرى في صنع الوقود الضروري للمحطات النووية". وقال ان "النواب يتوقعون من الفريق الايراني للتفاوض بشان البرنامج النووي ان يغير الوضع ويحصل على الغاء لقرارات الاممالمتحدة ضد ايران، وازالة الملف النووي الايراني من مجلس الامن واعادته الى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتشير التصريحات الى ان ايران تتبنى موقفا متصلبا في المفاوضات مع مجموعة 5+1، يقابله موقف متصلب تتبناه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها خاصة فرنسا وبريطانيا. وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان على القادة الايرانيين ان يفهموا ان "نافذة حل المسالة دبلوماسيا بدأت تضيق". وتعتزم البحرية الاميركية نشر ثلاث حاملات طائرات بالقرب من ايران في الايام المقبلة، وتضاعف عدد السفن الكاسحة للالغام والمروحيات المتمركزة في مياه الخليج. من ناحيتها تواصل اسرائيل تصعيد تصريحاتها التي تدفع العديد الى الاعتقاد بانها جادة في تفكيرها في احتمال مهاجمة ايران سواء بدعم من الولاياتالمتحدة او بدون دعمها، رغم انها الدولة الشرق اوسطية الوحيدة التي يعتقد انها تملك اسلحة نووية رغم عدم اعلانها ذلك. وتؤيد غالبية اعضاء الحكومة الامنية الاسرائيلية المؤلفة من 14 وزيرا شن ضربة استباقية ضد ايران في محاولة لانهاء برنامجها النووي، حسبما افادت صحيفة معاريف الاسرائيلية الخميس نقلا عن مصادر سياسية لم تكشف عنها. وصرح رئيس الاستخبارات الاسرائيلي السابق اموس يادلين للصحافيين في وقت سابق من هذا الشهر "اسرائيل اصبحت قريبة جدا من اتخاذ قرار صارم جدا للاختيار ما بين القنبلة (النووية الايرانية) أو الضربة (الاسرائيلية)". وأخذت العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على طهران بالتاثير على صادراتها من النفط رغم ان مدى ذلك غير واضح وسط التصريحات المتضاربة من طهران ومن الاجهزة الغربية.