بينما تواصل الصحف البريطانية لليوم الثالث على التوالي الغرف من مستودع الأسرار الضخم الذي فتحته لها صحيفة الغارديان بكشفها عمَّا قالت إنها ثلاثة آلاف رسالة مسرَّبة من البريد الإلكتروني للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء، تفتح لنا صحيفة الفايننشال تايمز بدورها اليوم كنزا آخر، ولكن هذه المرَّة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيه الكثير من أسرار الأسرة المالكة في السعودية. فعلى صفحتها السابعة، تنشر صحيفة الفايننشال تايمز في عددها الصادر اليوم السبت تحقيقا بعنوان تغريدات جريئة تأسر ألباب الطبقات المثقفة في السعودية ، وتسلِّط من خلاله الضوء على نشاطات مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يكتب تحت اسم مستعار هو مجتهد وتتضمن كتاباته الكثير من الانتقادت للأسرة المالكة في السعودية بسبب ما يرتكبه بعض أفرادها من تجاوزات ، كما يقول. يقول تحقيق الفايننشال تايمز، الذي أعدته مراسلة الصحيفة رولا خلف: لقد سمع كل مستخدم سعودي للإعلام الاجتماعي باسم مجتهد. وإن كان لا أحد يعلم من هو، وما هو شكله، وأين يعيش، إلاَّ أن العديد من السعوديين يتوقون لمعرفة ذلك. ويضيف التحقيق: إن هذا المستخدم الجريء إلى أبعد الحدود دأب على أسر ألباب السعوديين منذ نهاية العام الماضي عبر ما ينشره من ادعاءات بشأن فضائح فساد على أعلى المستويات وما يصفه بتجاوزات لأفراد الأسرة المالكة. والحديث عن استخدام الرصاص المطاطي للتصدي للاضطرابات وأعمال الشغب لم يعد حكرا على دول بعينها، وتحديدا تلك التي حلَّ عليها الربيع العربي بداية العام الماضي ولا يزال ضيفا على بعضها. فعلى صدر صفحتها الأولى، تنشر صحيفة الإندبندنت اليوم تقريرا بعنوان: الشرطة البريطانية تخطط لاستخدام الرصاص المطاطي في لندن. وفي تفاصيل الخبر، الذي تزفُّه الصحيفة كبشرى غير سارة للبريطانيين، نعلم أن شرطة العاصمة البريطانية لندن (سكوتلانديارد) قد أقرَّت 22 مرَّة خلال العامين الماضيين أمر توزيع الرصاص المطاطي على ضباطها وعناصرها الذين خوَّلتهم باستخدامه في شوارع المدينة. يقول التحقيق: يشير هذا الرقم إلى أن شرطة العاصمة لندن قد فكَّرت بإصدار الأوامر لضباطها بإطلاق النار خلال أحداث الشغب والاضصطرابات أكثر كثيرا مما كان يُعتقد في السابق. ونعلم في التحقيق أيضا أن شرطة لندن قد رفضت يوم أمس الجمعة الكشف عن التواريخ والمناسبات التي أمرت فيها بتوزيع ال 3000 طلقة، من الكمية التي تمتكلها من هذا النوع من الرصاص، على فرق الأسلحة النارية التابعة لها، معللة موقفها هذا بالقول إن من شأن الإفراج عن مثل هكذا معلومات أن يعرِّض العمليات التي تقول بها الشرطة في المستقبل للخطر. وتشير الصحيفة إلى أن شرطة لندن كانت قد أجازت توزيع الرصاص غير القاتل بمعدَّل مرَّة واحدة في الشهر خلال عامي 2010 و2011، ناهيك عن تكشُّف خطط تشير إلى أن ضباطا كبارا في شرطة لندن كانوا يودون فعلا استخدام الرصاص المطاطي في عمليات قمع أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة البريطانية خلال صيف العام الماضي. أمَّا الشيء الوحيد الذي حال دون استخدامهم لذلك النوع من الرصاص ضد المحتجين، تقول الصحيفة، فكان فشل وصول المختصين بالأسلحة النارية إلى مناطق الاضطرابات في الأوقات المناسبة. تقول الإندبندنت إن الشرطة البريطانية لم يسبق لها أن استخدمت مثل هذا النوع من الرصاص في أي من إنجلترا أو ويلز أو سكوتلاندا، وإن سبق لها أن استُخدمته في إيرلندا الشمالية. فعلى الرغم من حراجة الموقف خلال أعمال الشغب والتخريب التي شهدتها مناطق عدة في لندن في شهر أغسطس/آب الماضي، فإن شرطة العاصمة لم تلجأ لاستخدام الرصاص المطاطي ضد المحتجين. والمفارقة أن الكشف عن خطط سكوتلانديارد لاستخدام الرصاص المطاطي يتزامن مع تصاعد حدة الانتقادات التي تصدر عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لأجهزة الشرطة والأمن في العديد من الدول، لا سيما دول الربيع العربي، وذلك بسبب وسائل وأساليب القمع العنيفة التي تستخدمها تلك الدول ضد المحتجين فيها. وعلى صفحات الرأي، نطالع اليوم في الإندبندنت مقالا تحليليا لمراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، روبرت فيسك، بعنوان ليس الجنون هو سبب هذه المذبحة ، ويسلِّط فيه الضوء على الأسباب والدوافع التي حدت بالعريف روبرت بيلز من الجيش الأمريكي بأفغانستان لقتل 16 مدنيا في مدينة قندهار جنوبي البلاد يوم الأحد الماضي. يقول فيسك في مقاله: لقد سئمت من قصة الجندي المختلِّ، والتي كانت بالطبع أمرا متوقعا هذه المرة. فما إن عاد العريف البالغ من العمر 38 عاما إلى قاعدته...حتى سارع خبراء الدفاع والفتيان والفتيات من العاملين في مراكز الأبحاث إلى الإعلان إنه مختل العقل. ويضيف: لم يوصف (بيلز) بالإرهابي الشرير الأرعن، تلك الأوصاف التي كانت لتُطلق عليه بالطبع فيما لو كان أفغانيا، وخصوصا إن كان ينتمي إلى حركة طالبان. أمَّا الآن، فهو مجرَّد رجل انتابته موجة جنون. بعدها يذكِّرنا الكاتب بقصص تافهة أخرى لجنود أمريكيين وغيرهم من القَتَلَة على شاكلة بيلز، من أمثال أولئك الذين عاسوا فسادا في بلدة الحديثة في العراق، وكذلك الجندي الإسرائيلي باروخ غولدشتاين الذي قتل 25 فلسطينيا في الخليل. ويقول فيسك عن هؤلاء الجنود جميعا: إن وصفا واحدا بعينه كان جاهزا ليُطلق على كل منهم: مختلّ . وخلاصة القول، برأي فيسك، إن الصحفيين والكتَّاب والجيش في الغرب يجمعون دوما على خطأ واحد في مثل هذه الحالات، ألا وهو خلق صورة العسكري المختلٍّ المجنون بدل اعتباره جنديا قاتلا. وحدها صحيفة التايمز لم تنشر اليوم على صدر صفحتها الأولى صور الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني أثناء اعتقال الشرطة له مع والده وعدد من المتظاهرين الآخرين أمام السفارة السودانية في واشنطن احتجاجا على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها السكان في مناطق النوبة المتاخمة للحدود مع جنوب السودان. فقد احتلت صور كلوني المكبَّل اليدين مساحات واسعة على الصفحات الأولى في كل من الغارديان والديلي تلغراف والإندبندنت والفايننشال تايمز، بينما أفردت التايمز مساحة على صفحتها الأولى للدكتور روان وليامز، كبير أساقفة كانتيربيري، الذي أعلن الجمعة عزمه الاستقالة من منصبه. وقد حظي نبأ عزم كبير الأساقفة في الكنيسة الإنغليكانية (كنيسة إنجلترا) الاستقالة من منصبه بتغطية واسعة من صحف السبت، وإن اختلفت طريقة تعامل كل منها مع الخبر. ففي حين أفردت التايمز، مثلا كامل صفحتها الأولى لنبأ الاستقالة الذي نشرته تحت عنوان كبير الأساقفة يسقط ضحية للثورة الجنسية ، اكتفت الديلي تلغراف بنشر الخبر على صفحتها الأول بشكل مقتضب وبدون صورة، وقد جاء بعنوان ويليامز يستقيل من منصب كبير الأساقفة . أمَّا الصحف الأخرى، فقد اكتفت بنشر الخبر والتعليقات عليه في صفحاتها الداخلية. وفي الغارديان نطالع اليوم تقريرا يتحدث عن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأبرز ما يلفت الانتباه في التقرير هو إرسال تاتشر عام 1981 ببطاقات معايدة للعديد من قادة وزعماء دول العالم، وكان من بينهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين والزعيم الليبي السابق معمَّر القذافي. أمَّا العبارة التي خطَّتها تاتشر على البطاقة التي أرسلتها للقذافي فكانت: إلى زعيم ثورة الفاتح من أيلول العظيمة.