حضر وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف السبت اجتماعا مع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا بعد ان القى كلمة امام اجتماع وزراء الخارجية العرب دافع فيها عن موقف بلاده الذي كان محل انتقاد علني حاد من قبل السعودية وقطر. وعقد الوزراء العرب جلسة افتتاحية لدورتهم العادية نصف السنوية تحدث فيها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بصفته رئيس الدورة السابقة مؤكدا انه "ان الاوان للاخذ بالمقترح الداعي الى ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا". وطالب الوزير القطري كذلك ب "الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السورى" ودعا أطياف المعارضة الى "الالتفاف حوله". ثم دعي وزير الخارجية الروسي لحضور الاجتماع الذي شهد سجالا علنيا بين الاخير من جهة وبن جاسم ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من جهة اخرى. وفي بداية هذه الجلسة القى لافروف كلمة دافع فيها عن موقف بلاده من الازمة السورية نافيا ان تكون دوافعه سياسية او اقتصادية. وقال لافروف "يقول البعض إن لدينا مصالح معينة (..) ولكننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم وحجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى ونحن لانسعى للاستفادة الاقتصادية" من الموقف تجاه الازمة السورية. واعتبر ان الاولوية الاولى الان هي وقف العنف في سوريا "أيا كان مصدره". وقال "إذا اتفقنا جميعا على ذلك فلن نخوض في قضية من يقع عليه اللوم في الأزمة، ولكن المهمة الملحة هي إنهاء العنف أيا كان مصدره". وانتقد مشروع القرار العربي-الغربي الذي استخدمت روسيا الفيتو ضده في مجلس الامن مشيرا الى انه دعا الى انسحاب القوات الحكومية فقط من المدن والاحياء السكنية ولم يطلب ذلك من الاطراف الاخرى. واكد ان "هذا النهج لم يكن واقعيا ومن ثم لم تتح له فرصة التطبيق". وبمجرد انتهاء الوزير الروسي من القاء كلمته، طلب بن جاسم التحدث منتقدا بحدة الموقف الروسي. وقال "هناك ابادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الان عن وقف اطلاق النار" مضيفا "بعد ما تم من قتل لا يمكن ان نقبل فقط بوقف اطلاق النار" و"لا نريد ان يكافأ احد بهذه الطريقة"، في اشارة الى النظام السوري. نحن نتكلم باللغة الانسانية واللغة الانسانية تتطلب منها مواقف واضحة وصريحة". وتابع "هناك قتل ممنهج تم من قبل النظام للشعب السوري" واعتبر ان من اطلق عليهم "النظام عصابات مسلحة هي مجموعات شكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة دفاعا عن النفس بعد قتل الشعب السوري بدم بارد". وقال "نحن نعول على الموقف الروسي وتفهمكم لنا ولمطالب الشعب العربي بايقاف حمام الدم". وشدد على ضرورة البدء في عملية سياسية وفقا لقرارات الجامعة العربية. واكد انه "لا يكفي بعد كل هذا ان نتكلم فقط عن وقف اطلاق فوري ولكننا نطالب نطالب بوقف فوري (للعنف) ومحاسبة من قاموا بذلك واطلاق سراح المعتقلين والموافقة الصريحة على الخطة العربية" من قبل النظام السوري. وتحدث بعد ذك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فاتهم روسيا والصين ب"منح النظام السوري رخصة للتمادي في الممارسات الوحشية". وقال الفيصل ان "الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي افشلت قرار مجلس الامن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة او رحمة". واضاف ان "بعضا ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الازمة في سوريا اختاروا ان يجهضوها عندما جرى طرحها امام مجلس الامن لتسجيل موقف اقل ما يقال عنه انه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الابرياء في انحاء مختلفة من سوريا". وتابع ان حضور وزير الخارجية الروسي اجتماع الوزراء العرب "ينبئ عن اهتمام روسيا الاتحادية بالوضع في سوريا ونرحب به غير اننا نتمني لو ان هذا الاهتمام تتم ترجمته" في مواقف. واعتبر انه "لا سبيل لذلك الا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سوريا" . ويتزامن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولافروف مع اول زيارة يقوم بها موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى دمشق. واعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت ان لافروف اجتمع مع انان في القاهرة قبل مغادرة الاخير الى سوريا وحذره من اي "تدخل سافر" في شؤون سوريا. وقال بيان للخارجية الروسية انه خلال لقاء لافروف وانان تم "التشديد على انه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا" كما اوضحت الوزارة في بيان. وكانت اللجنة الوزارية المعنية بسوريا عقدت اجتماعا صباح السبت لتنسيق المواقف قبل الاجتماع مع لافروف. وظهرت خلال الايام الاخيرة تباينات في الموقف العربي خصوصا بين مصر والسعودية فالقاهرة اعلنت رفضها تسليح المعارضة السورية وحذرت من انعكاسات سلبية على المنطقة في حال نشوب حرب اهلية في سوريا بينما اكدت السعودية انها مع تسليحج المعارضة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها. وتضم اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية، التي تترأسها قطر، مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر والامين العام للجامعة العربية وهي مفتوحة لأي دولة عربية ترغب المشاركة في اعمالها. وحضر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل معظم اجتماعات هذه اللجنة خلال الشهور الاخيرة. وكان لافروف وصل الجمعة الى القاهرة حيث التقى وزراء خارجية السعودية وقطر والكويت، بحسب دبلوماسي عربي.