انجزت السلطات الباكستانية الاثنين عملية هدم المجمع الذي عاش فيه اسامة بن لادن في ابوت اباد في باكستان لمدة خمس سنوات على الاقل، وقتل فيه على يد قوات خاصة اميركية في 2 ايار/مايو 2011 ليتحول منذ ذلك الحين الى رمز مزعج لاسلام اباد. في اقل من يومين تمكنت الجرافات من هدم كامل المبنى الابيض المؤلف من ثلاثة طوابق في مدينة بلال في ضاحية ابوت اباد في شمال باكستان على بعد حوالى 50 كلم من العاصمة الباكستانية. وكان زعيم القاعدة مدبر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، اتخذ من هذا المجمع مقرا له لسنوات عديدة حيث كان يعيش مع زوجاته الثلاث وتسعة ابناء وعدد من الحراس. وبدأت عملية الهدم السبت دون اعلان مسبق وبحماية امنية مشددة، واستمرت بوتيرة سريعة ودون انقطاع قبل ان تنتهي صباح الاثنين. وانتشر في الموقع حوالى 500 شرطي ضربوا طوقا امنيا في المكان فيما تمركز جنود في الباحة الداخلية للمجمع. وارتأت السلطات الباكستانية هدم المبنى بسرعة لتفادي تحوله ضريحا ومحجا للاسلاميين، واستباقا لحلول الذكرى الاولى للعملية العسكرية الاميركية التي ادت الى مقتل زعيم القاعدة والتي شكلت احراجا لباكستان واعتبرت اهانة في بلد منكب على امنه وسيادته. وادت العملية العسكرية الاميركية الى تدهور العلاقات المتوترة اصلا بين واشنطن واسلام اباد التي اصبحت الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. واثار وجود بن لادن في ابوت اباد وعلى بعد بضعة مئات من الامتار من اكبر اكاديمية عسكرية في البلاد اتهامات ضد الجيش الباكستاني القوي بالعجز او التواطؤ مع الاسلاميين، ولا سيما في الولاياتالمتحدة حيث لطالما علت اصوات تتهم اسلام اباد بالتعامل مع متطرفين. واعلن مسؤول في قوات الامن الباكستانية لوكالة فرانس برس من خارج الموقع الذي يتولى حراسته مئات من عناصر الشرطة "لقد انجزت عملية الهدم، لقد ازيل المبنى المؤلف من ثلاث طبقات". ولم يبق من المجمع سوى حائط الحماية البالغ ارتفاعه اكثر من اربعة امتار يحاصر كمية من الركام. واضاف المسؤول "اعطيت الينا اوامر بالبقاء هنا حتى اشعار آخر. حائط الحماية سيبقى قائما في الوقت الراهن، ولا نعلم ما سيحدث في المستقبل، سنقوم اولا بازالة الركام". وبعيد العملية العسكرية الاميركية التي ادت الى مقتل زعيم القاعدة، وصف مسؤولون اميركيون المجمع بانه منزل فخم. وقد تم تشييده بين عامي 2005 و2006 وهو تميز بحجمه الضخم (ثلاثة الاف متر مكعب) في حي لا يحوي منازل كبيرة. واستولى الجنود الاميركيون خلال العملية التي قتلوا فيها بن لادن ونجله وحراسه على وثائق واجهزة كمبيوتر. وفي الساعات التي تلت العملية قامت اجهزة الاستخبارات بتفتيش المجمع بشكل دقيق جدا واوقفت زوجات بن لادن الثلاث وتولت نقل اولاده. وبعد ذلك قامت قوات الجيش والشرطة بدورها بتفتيش المكان. ومنعت قوات الامن الباكستانية منذ ذلك الوقت الدخول الى موقع المجمع. وقال المسؤول "لم نجد شيئا في المنزل. لقد جمع المحققون كل شيئ". ولم توضح السلطات الباكستانية التي تحيط هذا الملف بسرية تامة منذ 2 ايار/مايو 2011 ما تنوي فعله في ما خص الموقع الذي كان المجمع قد شيد فيه. وطالب سكان المنطقة الاثنين بتشييد مدرسة للبنات في موقع المجمع الذي ازيل لاعادة صورة الحي الهادئ الى مدينة بلال بعد ان تحولت الى رمز للتطرف في عيون العالم. والقى الاميركيون جثة بن لادن في البحر منعا لتشييد ضريح له يمكن ان يشكل نصبا تذكاريا لمدبر هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويوركوواشنطن. ولم تنشر اي صورة لجثة بن لادن.