نجح المنتخب التونسي في ضمان التأهل إلى الدور الربع النهائي بنهائيات كأس أمم افريقيا في غينيا الاستوائية والغابون بعد أن انتهت الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة. وبالتالي أصبح الفريق في وضع أفضل معنويا فلن يكون لمباراته مع الغابون في مدينة فرانسفيل يوم الثلاثاء أي تأثير على تأهل المنتخبين إلى الدور التالي. ولكن تأتي أهمية المباراة في أنها ستحسم صدارة المجموعة، فالمتصدر يبقى في العاصمة الغابونية ليبرفيل ويلاقي صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة. تأهل تونس جاء بفوزين على المغرب بهدفين لهدف، وعلى النيجر بالنتيجة نفسها. وتألق في المباراتين لاعبون مثل يوسف المساكني الذي أحرز هدفين في المغرب والنيجر، وعصام جمعة صاحب هدف الفوز القاتل في مرمى النيجر، وايضا صابر خليفة وخالد القربي. ونجح الفريق في محو الصورة السيئة التي ظهر بها المنتخب في نهائيات أنغولا 2010 حين خرج من الدور الأول. وعزز أداء المنتخب آمال جماهيره في استعادة فترة تألق الفريق حين توج باللقب على أرضه عام 2004 بالفوز على المغرب بهدفين لهدف. وسبق للمنتخب الملقب بنسور قرطاج المركز الثاني مرتين في بطولتي 1956 و1996. وعشية المواجهة المرتقبة مع الغابون قال مدرب تونس سامي الطرابلسي في مؤتمر صحفي مستعدون لكل الحالات ولمقابلة أي منتخب: بنفس العزيمة وبنفس الروح . وأضاف أنه لم يكن راضيا عن الأداء الهجومي والاستحواذ على الكرة في وسط الملعب في المباراتين الماضيتين، ومضى قائلا ظهر لي أن النتيجة هي الأهم موضحا أن بعض المنتخبات قدمت أداء جيدا ولكنها خرجت من البطولة. وردا على سؤال موفد بي بي سي حول ما يحتاجه الفريق في الدور ربع النهائي قال الطرابلسي إن الفريق يحتاج إلى عزيمة أكثر وروحا أكثر وانضباطا أكثر في الملعب خاصة على المستوى التكتيكي . واشار أيضا إلى أن التركيز شيئ ضروري مؤكدا ضرورة زيادته خاصة وأن بعض المنتخبات في مباريات البطولة لم تكن الأفضل أو الأكثر استحواذا على الكرة ولكنها كانت تحرز الهدف من شبه فرصة . كما أكد سعيه لزيادة نسبة الاستحواذ على الكرة، وأيضا رفع مستوى اللياقة البدنية للاعيبن مشيرا إلى أن ذلك يتحقق مع التقدم في الدورة وتحسن التأقلم مع المناخ ومع الرطوبة . وقال أيضا إنه يعول على عزيمة وخبرة اللاعبين والرصيد البشري في المرحلة القادمة. وأشار أيضا إلى أن الفريق يسعى لمواصلة الانتصارات لإسعاد الشعب التونسي. أما اللاعب أيمن عبد النور المحترف بنادي تولوز الفرنسي فقد أكد أيضا أهمية الفوز في مباراة الغابون للبقاء في ليبرفيل ثم تخطي الدور ربع النهائي. واكد في المؤتمر الصحفي نفسه استعداد الفريق للعب في أي مكان، وأضاف لدينا طموحات وحققنا الهدف الأول وهو الترشح إلى الدور ربع النهائي أما الهدف الثاني فهو تصدر المجموعة ثم السعي إلى الفوز في المباراة الهامة في ربع النهائي. كما أكد حسين راقد المحترف بالبرتغال أنه من المهم جدا الفوز على الغابون لتصدر المجموعة وزيادة الثقة لدى اللاعبين قبل الدور ربع النهائي. واشار إلى أن اللاعبين يريدون إسعاد الجماهير التونسية التي تعشق كرة القدم، ويريد أيضا تسجيل إنجار تاريخي بالفوز للمرة الأولى في تاريخ المنتخب التونسي في جميع مباريات الدور الأول. يذكر أن تونس حين فازت باللقب عام 2004 ، لم تفز في جميع مباريات الدور الأول فقد تغلبت على رواندا والكونغو الديمقراطية وتعادلت مع غينيا. مهمة المنتخب التونسي لن تكون سهلة أمام منتخب يلعب على أرضه ووسط جماهيره، كما حقق أصحاب الأرض فوزا غاليا على المنتخب المغربي في الجولة الثانية نجحوا فيه في تحويل تأخرهم بهدف في الشوط الأول إلى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وسيكون على الدفاع التونسي أن يتعامل مع لاعبين يتميزون بالسرعة والمهارة مثل بيير أوباميانغ ودانيال كوزان الذي كان نزوله في الشوط الثاني من مباراة المغرب نقطة تحول كبيرة لصالح الغابون. ويمكن أن يتأثر مستوى لاعبي الغابون البدني بالمجهود الكبير الذي بذلوه في مباراة المغرب. ولكن المنتخبات التي تخوض البطولات المجمعة يجب أن تتعود على مثل هذه الظروف إذا أرادت المنافسة بقوة في الأدوار النهائية. ويكفي التعادل لمنتخب الغابون للحفاظ على صدارته للمجموعة ما يعطيه أيضا دفعة معنوية إلى جانب اللعب وسط جماهيره. كما أن الطرابلسي سيواجه الألماني جيرنوت روهر الذي أظهر قدرته على تكوين فريق جيد مع استغلال للقدرات الفردية للاعبين مثل أوباميانغ وإيريك مولونغي وستيفان نغيما. وقد أعرب روهر عن تفاؤله بقدرة فريقه على تحسين مستوى الأداء مع المضي قدما في البطولة.