سرع رجال الانقاذ الثلاثاء عمليات البحث اليائسة للعثور على مفقودي باخرة كوستا كونكورديا التي غرقت قرب جزيرة جيليو الايطالية، مستخدمين متفجرات صغيرة لفتح ممرات في الهيكل. واعلن الناطق باسم خفر السواحل فيليبو ماريني ان حصيلة الماساة بلغت ستة قتلى وستين جريحا و29 مفقودا. ومن بين المفقودين -ركاب وافراد الطاقم- هناك 14 المانيا وستة ايطاليين واربعة فرنسيين واميركيان ومجري وبيروفي وهندي. وقالت الخارجية الالمانية من جانبها ان عدد المفقودين الالمان 12. واكد حاكم المنطقة جيوزيبي ليناردي فان عدد المفقودين قد ينخفض لان بعض من كانوا على اللائحة قد يكونوا غادروا الجزيرة بدون ابلاغ السلطات. ويبدو العثور على ناجين محتملين امرا غير متوقع حيث اكد متخصص في الحماية المدنية في جيليو انه مع برودة الماء يستحيل البقاء على قيد الحياة طويلا حتى وان كان المرء في جيب هواء. لكن القائد ماريني لم يفقد الامل وقال "اذا وجدوا جيب هواء في مقصورة وشيئا ما يتدفؤون به وطعام فبامكانهم البقاء على قيد الحياة". واوضح القائد ماريني ان الغواصين بداوا يستعملون متفجرات صغيرة "وبفضل خريطة الباخرة يتنقلون لوضع متفجرات تفتح ممرات تمكنهم من التقدم بسرعة اكبر". ويتوقع ان تستمع نيابة غروسيتو صباح الثلاثاء الى قبطان الباخرة فرانشيسكو سكيتينو المعتقل منذ السبت بتهمة القتل ومغادرة الباخرة. ووصفت عديد الشهادات التي نقلتها الصحف المحلية القبطان بانه "مفرط في التهور". ويعتبر تسجيل محادثة بين قيادة المرفا والقبطان حين وقوع الكارثة قرينة مفحمة، حيث ان القبطان اوهم اولا متحدثه بانه على متن الباخرة بينما كان قد غادرها ثم رفض العودة اليها. وافاد تسجيل بثته وكالة الانباء الايطالية انسا ان ضابط المرفأ امر سكيتينو قائلا "يا قائد، هذا امر، انا الذي يصدر الاوامر الان، يجب عليك ان تذهب الى مقدمة الباخرة وتصعد مجددا على متنها وتنسق عمليات الانقاذ". كذلك تاخر القبطان في اطلاق الانذار واعطاء امر مغادرة السفينة متسببا، حسب تحقيق خفر السواحل، في "تمرد صغير" من افراد الطاقم الذين بداوا عمليات الاخلاء بدون ان يصدر القبطان امر "مغادرة الباخرة" رسميا. وفي حين كانت السفينة تميل وهي غارقة في الظلام، بدا الطاقم يعد الزوارق بدون انتظار تعليمات قائدهم. كما اتهمت شركة الباخرة القبطان بانه هو من غير مسار الباخرة، كما افادت عدة شهادات وذلك للقيام باستعراض مع اشعال كل الانوار قرب الجزيرة. وقال محاميه برونو ليبوراتي الذي زاره الاثنين ان القبطان الذي وضع تحت حراسة مشدددة، "محبط من الخسائر البشرية ومربك مما جرى". لكنه اعتبر انه "تحلى بما يجب من الهدوء" كي تنجح الباخرة قرب الشاطئ "وبذلك ينقذ حياة العديد من الاشخاص". وعلاوة على الكارثة البشرية تخشى السلطات "كارثة بيئية" اذا تسرب الوقود -غازول كثيف وثقيل- من داخل الباخرة الى البحر، واعتبر وزير البيئة كورادو كليني ان مخاطر تشكيل بقعة سوداء "مرجحة جدا". غير ان القائد ماريني اكد ان "ليس هناك خطر على البيئة" رغم انه اكد مشاهدة بقعة لامعة في البحر لم يحدد مصدرها. وقال "لقد وضعنا حزام عوامات لاحتواء تسريب محتمل من الوقود الخفيف". وكلفت شركة كوستا كونكورديا صاحبة الباخرة شركة سميت سالفايج الفرع في مجموعة تجريف وتهيئة الموانيء روايال بوسكاليس وستمنتسر، بضخ نحو 2400 طن من الوقود وقد وصل عشرون من موظفيها الى جزيرة جيليو. ولفت المدير التنفيذي في روايال بوسكاليس الى ان ضخ الوقود قد ياخذ "ثلاثة اسابيع على الاقل". وصرح كليني لقناة كنالي5 انه طلب من كوستا كروشييري ان "تقدم قبل الغد خطة عمل لافراغ الخزانات وبعد عشرة ايام خطة اخرى لتعويم الباخرة". واكد خطر انزلاق جسم الباخرة الى الاعماق موضحا ان الخطر الحقيقي هو ان تتكسر الخزانات. واعتبر ان افضل سيناريو يتمثل في ترقيع الثغرات في اقرب وقت ممكن وتعويم الباخرة حتى تطفو قبل انسحاب زوارق الجر "لكن في الوقت الراهن لا نستطيع ان نقول اذا كان هذا الخيار ممكنا". وقد غرقت باخرة كونكورديا التي كانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح والف من افراد الطاقم، مساء الجمعة بعد اصطدامها بصخرة قرب جزيرة جيليو في توسكانا، وسط غرب ايطاليا. وتعتزم الحكومة اعلان حالة كارثة طبيعية في المنطقة لجمع الموارد المالية والبشرية لمنع تلوث الثروة الطبيعية المحيطة بجيليو. واعتبرت منظمة البحرية الدولية التابعة للامم المتحدة "ضروريا" مراجعة قواعد الامن في بواخر الركاب الكبيرة والغت الاثنين احتفالات الذكرى المئة لغرق سفينة تايتانيك في نيسان/ابريل 1912.