ستصبح اكثر من نصف مناطق افغانستان تحت سيطرة القوات الافغانية قريبا بعد ان اعلن الرئيس الافغاني حميد كرزاي في بيان رئاسي الاحد المرحلة الثانية من عملية نقل الصلاحيات للقوات المحلية تمهيدا لانسحاب قوات حلف الاطلسي القتالية بحلول 2014. وقال مكتب كرزاي انه سيتم نقل ست ولايات وسبع مدن وعشرات المناطق من السيطرة الاجنبية الى السلطة المحلية. ولم يتقرر بعد الموعد المحدد لبدء العملية الانتقالية، الا ان الاعلان الذي طال انتظاره هو خطوة اخرى باتجاه انسحاب معظم قوات حلف الاطلسي التي قوامها 140 الف جندي معظمهم من الاميركيين، من افغانستان بنهاية 2014. وستشتمل المرحلة الثانية من العملية الانتقالية مناطق اكبر بكثير من تلك التي تم نقلها في المرحلة الاولى والتي اشتملت على سبع مناطق واعتبرها المسؤولون ناجحة. وتشمل المرحلة الثانية نقل السلطة في مناطق ناوا، وناد علي ومارجاه في هلمند والتي كانت تعتبر معاقل للتمرد، والتي تزعم القوات الدولية الان انها اصبحت تحت السيطرة. وبعد عقد من الحرب التي لا تزال مستمرة في انحاء افغانستان خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، تشهد المناطق التي سلمت الى السيطرة الافغانية استمرار اعمال العنف، اضافة الى مناطق اخرى. وجاء في بيان الرئاسة "بقرار الرئيس اليوم ستشمل العملية الانتقالية اكثر من نصف سكان البلاد". وتشمل المرحلة الثانية تسليم الولايات التالية كاملة: بلخ ودايكوندي وكابول وطخار وسامنغان ونمروز، اما المدن فهي جلال اباد وغزنة وميدان شهر وفايزاباد وشاغشران وشيبرغان وقلاي النو. يذكر ان جلال اباد بين المدن الافغانية الرئيسة وهي قريبة من الحدود مع باكستان. وادرج البيان كذلك اكثر من 40 اقليما في انحاء البلاد ستشملها العملية الانتقالية في ولايات من بينها باداخشان ووارداك ونانغارهار. وقال البيان ان كرزاي صادق على المواقع التي اقترحتها اللجنة التي شكلت للاشراف على العملية الانتقالية. ورحب الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بتلك الخطوة وقال انها تظهر ان العملية الانتقالية "تسير على الطريق الصحيح". واضاف انها "تمت بدافع من تصميم الشعب الافغاني وشجاعة قوات الامن الافغانية وقوة ايساف (القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان)". وتابع "سنواصل التزامنا بتدريب ودعم قوات الامن الافغانية خلال العملية الانتقالية". ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتسليم ناد علي، وهي احدى مناطق عمليات القوات البريطانية في هلمند. وقال "هذا الاعلان يدل على التقدم المستمر في عملية الانتقال التدريجي من القوات الدولية الى قوات الامن الافغانية". واضاف ان "الظروف لا تزال صعبة، ولكن يتم احراز تقدم ثابت وايجابي". وتعد القوات البريطانية ثاني اكبر قوة قتالية في افغانستان بعد القوة الاميركية، حيث يبلغ عديدها 9500 جندي بريطاني. وتتواجد القوات الاجنبية في افغانستان لمساعدة الحكومة المدعومة من الغرب في حربها ضد تمرد طالبان الذي اندلع بعد الاطاحة بنظام الحركة الاسلامية المتشددة في الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 11 ايلول/سبتمبر 2011. ولكن ووسط تزايد اعداد القتلى، وتدهور الاقتصاد المحلي، والاستياء من الحرب الافغانية في العديد من الدول الغربية، فان عملية انسحاب الجنود تتواصل حاليا. ووعد الرئيس باراك اوباما بسحب 33 الف جندي اميركي واعادتهم الى بلادهم بحلول ايلول/سبتمبر من العام المقبل. ورغم ترحيب المسؤولين الغربيين في كابول بسير العملية الانتقالية حتى الان، الا انهم يقرون بوجود تحديات من بينها الفساد في الحكومة الافغانية، وضعف الدولة، وغياب النظام القانون الجيد.