span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"أنشأ محمد على باشا الجيش المصرى الحديث فى أواخر عشرينيات القرن التاسع عشر على يد سليمان باشا الفرنساوى (أول رئيس لأركان الجيش) وابنه إبراهيم باشا أول قائد عام للجيش المصرى الذى تشكل جنوده وضباطه بعد ذلك من الفلاحين المصريين وخاصة حروب مصر فى عصر محمد على محققا انتصارات عسكرية مذهلة فى حروب الشام والجزيرة العربية والسودان وشرق إفريقيا حتى نهاية عصر اسماعيل ، كما خاضت فرق منه حروبا خارجية مثل حرب الغرم 1854 وحربا فى المكسيك فى عصر سعيد باشا أثبت فيها الجندى المصرى قدراته العسكرية الأسطورية التى كانت مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم القيامة span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"وظل الجيش المصرى – حتى فى ظل الاحتلال البريطانى – جيشا وطنيا لم يجرؤ حاكم أو محتل على استخدامه لقهر الشعب المصرى أو فرض طغيانه على الشعب بقوة الجيش فتكونت لدى الجيش المصرى عقيدة عسكرية راسخة صلبة أنه درع الأمة لا سيف الحاكم فقد ظل انحيازه دائما لإجماع الأمة وليس لأيديولوجية سياسية ولا عقيدة دينية ولا نظام حكم ؛ فقد غضب الجيش المصرى بشدة نتيجة لعدوان قوات الاحتلال على القصر الملكى فى 4 من فبراير سنة 1942 وتقدم الأميرآلاى محمد نجيب باستقالة من الجيش احتجاجا على عدم قدرة الجيش على حماية مليكه وقائده الأعلى (الذى كان محبوبا جدا من الشعب فى ذلك الوقت) span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"وهذا الضابط نفسه وهو برتبة اللواء كان على رأس الثورة التى أنهت النظام الملكى كله وعزلت الملك فاروق وأعلنت الجمهورية حين فقد الملك ثقة الشعب ومحبته وانحدر إلى درك مظلم من الفساد والطغيان والدكتاتورية فلم تكن حركة الجيش فى 23 يوليو 1952 انقلابا عسكريا كما يحاول البعض أن يصوره بسطحية شديدة تقترب من الغباء والاستهبال بل كان انحيازا لإرادة أمة ولمصالح شعب والدليل الحاسم على ذلك هو ذلك الترحيب الشعبى الطاغى لهؤلاء الضباط الشبان والحب الأسطورى الذى منحه المصريون للزعيم جمال عبد الناصر والذى اتضح جليا فى يومى 9 , 10 يونيو 1967 والأول من أكتوبر سنة 1970 حين شيعه بجنازة أسطورية كانت ظاهرة إنسانية لا سابقة لها span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"فالشكل المعروف للانقلابات العسكرية التى شاعت فى أمريكا الجنوبية فى أوائل النصف الثانى من القرن العشرين وكانت سوريا أحد نماذجها الشهيرة فى المنطقة العربية تختلف اختلافا جذريا عن ثورة 1952 فى مصر فما كان يحدث فى أمريكا اللاتينية وسوريا هو قيام فئة من الجيش بالاستيلاء على الحكم بالقوة المسلحة ووضع كل مؤسسات الدولة تحت نظام عسكرى صارم وممارسة حكم يعتمد على الإقصاء ومعاداة الفكر وتهميش الثقافة وكبت الحريات دون أن تكون لدى هؤلاء العسكريين الانقلابيين رؤية سياسية أو برنامج نهضوى يعالج السلبيات ويضع الحلول للمشكلات وينفذها على أرض الواقع span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"أما الجيش المصرى فقد تكونت عقيدته الراسخة أنه تابع للشعب وأنه مؤسسة وطنية تساعده على تحقيق طموحاته وأحلامه فثورة 1952 حققت العزة والكرامة وجلاء المستعمر وتقوية الجيش وبناء مشروعات عملاقة فى الصناعة والزراعة واستعادت قناة السويس وبنت السد العالى وحققت العدالة الاجتماعية بقانون الإصلاح الزراعى والقوانين العمالية وقوانين المعاشات وجعلت من مصر دولة محورية فى إقليمها ودولة مؤثرة فى العالم حولها فأيدت نضال التحرر الوطنى لكل الشعوب المستعبدة ولا يتسق عقلا أن تؤيد ثورة يوليو حق الشعوب فى التحرر وتستعبد شعبها أو تضربه عامدة . span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"ولم تتغير العقيدة العسكرية للجيش المصرى وقد أتيحت له الكثير من الفرص للانقلاب العسكرى ورفضها لأنها تخالف عقيدته , فقد كان الجيش مهيأ لانقلاب عسكرى إن أراده بعد هزيمة 1967 وتعرضه للإذلال وكان مهيأ أيضا بعد حرب 1973 وانحياز السادات للسياسة الأمريكية وعقده صلحا منفردا مع إسرائيل وكل ذلك كان يغضب الجيش ولكنه لم يكن مطلبا شعبيا ضروريا فلم ينحز الجيش لنفسه وإنما كان ينتظر إرادة الأمة لينحاز إليها , span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:18.0pt;line-height:115%;font-family:"Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family: Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font: minor-bidi;mso-bidi-language:AR-EG\"وما قام به الجيش فى الأول من يوليو سنة 2013 إنما كان انحيازا كاملا لإرادة الأمة التى رفضت فساد وطغيان واستئثار فصيل تاجر بالدين وخرجت بالملايين التى رآها العالم تطالب بسقوطه , وقد أهانت هذه الجماعة ورئيسها الفاشل الجيش إهانات بالغة ونالت قياداته بالكثير من الشتائم والإهانات والاتهامات الكاذبة , ولم يحرك الجيش ساكنا ضد الرئيس وجماعته واحترم شرعيته الدستورية رغم كل ما عليها من ملاحظات ولكنه حين لمس بوضوح ارادة ملايين الشعب انحاز إليهم محققا إرادتهم وحاميا لوجودهم وحال دون نشوب حرب أهلية دعا إليها الرئيس الفاشل بغبائه المعهود , وحين تمارس الجماعة إفكها وكذبها وتضليلها بمحاولة وصف ما حدث على أنه انقلاب عسكرى فإنما تمارس غباء سطحيا لا يمكن أن يصدقه مصرى عرف جيشه وعقيدته العسكرية التى تجذرت فيه عبر مائتى عام من النضال . span lang=\"AR-EG\" style=\"font-size:20.0pt;line-height: 115%;font-family:"Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri;mso-ascii-theme-font: minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi;mso-bidi-language: AR-EG\" هيام محى الدين