p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"في إقبال محموم على شرِكَة وهميّة للتسويق الإلكترونيّ، وقع آلاف المصريين في شباك الكسب السريع، وخسروا ملايين الدولارات. وبدأت الحكاية في منتصف 2012 مع عرض من شرِكَة تُدعى "جلوبال آد مارت" لفتح حسابات على موقعها الإلكترونيّ مقابل 500 دولار، مع وعد بحصول المشترك على 50 دولاراً أسبوعياً من أموال يفترض أنها تأتي من مُعلِنين. p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"راقت الفكرة لآلاف الأشخاص بسرعة غريبة، بل أنهم نجحوا في إقناع آخرين بها، على اعتبار أنها باب ربح سريع، يضمن على الأقل 200 دولار شهرياً. وقع ضحيّة هذا الوهم أطباء ومهندسون وأكاديميون ومحاسبون وإعلاميون وحتى قضاة. وحكت س.ح (وهي محاسبة) قصّتها قائلة: "بعد ثورة 25 يناير تردّت أوضاعي مالياً، خصوصاً بعد فقدان زوجي عمله في القطاع السياحي. وأحكمت الأزمة الاقتصادية قيودها. عندي ولدان في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وأدفع أكثر من نصف راتبي دروساً خصوصية لهما. ثم ظهر الأمل عندما عرضت علي زميلة أن أنضم إلى تلك الشرِكَة لأحصل على 200 دولار شهرياً، إضافة إلى عمولات كلما أقنعت أحداً بالانضمام إلى موقع الشركة". وأضافت، لم يكن مطلوباً مني سوى مشاهدة 5 إعلانات أسبوعياً مدّتها خمس دقائق على الإنترنت. وبعد أن تقاضيت أول 200 دولار، فوجئت بأن الموقع اختفى. وفهمت أني كنت ضحيّة عملية نَصب إلكترونيّ. ولم يكن ممكناً أن أشكو زميلتي لأنها ضحيّة مثلي. p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"وشرح آخرون أن من الصعب فرز الضحايا من النصابين في هذه الخدعة الإلكترونيّة، إذ من الممكن اعتبار من انضم إلى تلك الشرِكَة الوهميّة ضحيّة لمن سبقه في الانضمام إليها، كما يعتبر نصّاباً في نظر من انجذب إليها. وهكذا تراكمت اتهامات الضحايا- النصّابين ضد بعضهم بعضاً أمام سلطات القضاء والشُرطة، فانهارت صداقات كثيرة، بعدما تبخّرت أوهام الأموال. p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"وأثناء انتشار الانضمام إلى تلك الشرِكَة، أسّس كثيرون مجموعات على فيسبوك لمتابعة مواعيد بث الإعلان الذي كان ينتظره المشتركون بفارغ الصبر. كانوا يتبادلون الشكاوى والمخاوف أحياناً، إضافة إلى فتاوى دينية حول الحلال والحرام في هذا النوع من النشاط. وزادت الشكوك عندما تعثّر ظهور الموقع لمدة أسبوعين. ومع اختفاء بثّ الإعلانات، شعر كثيرٌ من المشتركين بالخطر. إلا أن الموقع كان يضع على صفحته الرئيسية ما يهدئ أعضاءه، مدّعياً أن التحميل الزائد من جانب آلاف المشتركين أدى إلى ضرورة تحديثه وتطويره، بحسب كلمات الموقع. لم يكن ذلك إلا حيلة لكسب الوقت والمزيد من الدولارات. p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"تفاقم الحال، على رغم ظهور أعراض ظاهرة النَصب على مدى أسابيع عدة، سواء عبر التعطّل المتكرّر للموقع أم تبدّل موعد بثّ الإعلانات من مرّة أسبوعيّاً إلى مرّة كل 10 أيام، وتحويل اسم الموقع من "كليك آد" إلى "جلوبال آد". وفي كلّ مرّة كان المشتركون يبتلعون الطُعم، وتزيد مخاوفهم من احتمال ضياع ما دفعوه. ولم يخطر ببالهم أنهم سيضطرون إلى ردّ كل عمولاتهم، بل مُضافاً إليها رؤوس أموالهم، وعلى نحوٍ ذكّر بسوابق كثيرة حاقت بمن سار وراء سراب الكسب السريع المتهاطل كأوراق الخريف من شجرة أحلام الثراء الإلكتروني. p dir=\"RTL\" style=\"text-align:justify;text-justify:kashida;text-kashida:0%; direction:rtl;unicode-bidi:embed\" span lang=\"AR-SA\" style=\"font-size:20.0pt; color:black;mso-themecolor:text1\"ومن الظواهر التي رافقت هذه الظاهرة من النَصب الإلكتروني، زيادة الإقبال على الاشتراك في خدمة الإنترنت مصرياً، من قِبَل من سعوا لمتابعة إعلانات الموقع، وانجراف شريحة كبار السن ممن ليست لهم علاقة سابقة بالعالم الافتراضي، فوجدوا أنفسهم فجأة ضحيّة مكر فائق الذكاء.