مسرحية ورد الجناين

قرر المخرج المسرحي المصري هاني عبدالمعتمد أن يرد الجميل لشهداء ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، بأن يوثق للشهداء من خلال عمل مسرحي يحمل اسم "ورد الجناين".
وقال عبدالمعتمد ل"العربية.نت"، إن فكرة المسرحية التي يقوم بإخراجها وتعرض حالياً على مسرح السلام بالقاهرة، جاءت نتيجة تجربة شخصية شاركه فيها مؤلف العمل محمد الغيطي أثناء تواجدهما معاً بميدان التحرير خلال أحداث الثورة المصرية.
وأشار إلى أنه انفعل وبكى على الدماء المصرية التي سالت في ميدان التحرير خلال المواجهات بين الثوار وبين الشرطة وفلول البلطجية التابعين للنظام المصري السابق، إلا أن عبدالمعتمد يعترف بأنه لم تكن لديه الشجاعة الكافية ليشارك في أحداث الثورة منذ بدايتها؛ لذلك قرر أن يرد الجميل لشهداء الثورة.
وطوال عشرة أيام قام مع المؤلف باستحضار سيرة الشهداء وجمع مادة عنهم من خلال أسرهم؛ لمعرفة قصة كل واحد منهم، وفي النهاية بلور مع المؤلف فكرة عامة للمسرحية التي يعتبرها دراما توثيقية لتوثيق لحظة استشهاد كل شهيد في الميدان.
وتستعرض المسرحية قصة استشهاد ستة من شهداء الثورة، بالإضافة إلى شهيد واحد كرمز لبقية الشهداء وسمي بالشهيد المجهول، وقد شارك في العرض الفنان القدير محمود ياسين بصوته، وغناء المطرب مدحت صالح، أما البطولة فهي لجمال إسماعيل ومحمود مسعود، بالإضافة إلى الممثلين الشباب الذين شاركوا في الثورة وهم ميار الغيطي، ياسر الطوبجي، إيمان أيوب، باسم شريف، أحمد عبدالحي، وأسامة رؤوف.
وعن أسباب مغادرته مصر لمدة عشر سنوات وعودته مع الثورة، قال إنه غادر مصر منذ عشر سنوات حين ضاعت منه فرصة إخراج مسرحية "الملك لير"، بطولة الفنان يحيى الفخراني، موضحاً أنه بعد أن بدأت بروفات المسرحية التي أُسند إخراجها إليه رفض رموز النظام السابق السماح له باستكمال العمل بحجة أنه شاب صغير؛ مما أصابه بإحباط ليقرر بعدها الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك درس حتى حصل على الماجستير وأخرج الكثير من الأعمال، من بينها "بلاط الملك آرثر" والبؤساء ل"فيكتور هوجو"، وعاد إلى مصر بعد أن علم بقيام الثورة، مؤكداً أنه مهما قدم الفنان من أعمال ناجحة خارج وطنه فلن يشعر بطعم النجاح الحقيقي إلا على أرضه.