تعرض حاليا على مسرح السلام بالقصر العيني بالقاهرة أولى المسرحيات التي تتعرض لشهداء الثورة وما حدث بميدان التحرير خلال شهري يناير وفبراير وهي مسرحية " ورد الجناين " التي قام بكتابتها المؤلف محمد الغيطي وأخرجها المخرج الشاب هاني عبدالمعتمد. ويلعب دو رالبطولة في المسرحية الفنانون جمال اسماعيل ومحمود مسعود وميار الغيطي وإيمان أيوب وقام بأداء دور الراوي صوتيا الفنان محمود ياسين، كما أهدى المطرب مدحت صالح أغاني المسرحية لشهداء الثورة ، وقد قامت أسرة المسرحية بتكريم عدد من اسر الشهداء . ويقول مؤلف العمل محمد الغيطي إن المقصود ب"ورد الجناين" أنه لولا الدم الطاهر ما تفتحت زهور الثورة، مؤكدا أن المسرحية تعد أول عرض مسرحي باسلوب " الدكيودراما " أي الجمع بين القصص الحقيقية وخيال المؤلف، ويشير الغيطي إلى أن المسرحية عبارة عن مجموعة من المشاهد واللحظات التي قبض عليها المؤلف أثناء معايشته لوقائع الثورة الحقيقية بميدان التحرير صور فيها أطياف مشاعر مختلفة من الشعب المصري تجاه مدة 30 سنة من الحكم الظالم، وصور فيها لماذا ثار الطبيب والمدرس والعامل والفلاح والمدرس ؟ لماذا خرج الشاب والفتاة ، المرأة والرجل ، لماذا توحد المصريون مسلم وقبطي ؟ لماذا ثار الفقير والغني ؟ وأضاف الغيطي مشاهد ورد الجناين جاءت كمحطات تبدأ من الشهداء وتنتهي إلى الإستشهاد وما بين المحطتين نتعرف على شخصيات ليست من الصفوة أو الرموز إنما هي شخصيات تصادفها في المواصلات والعمل والشارع والمسجد والكنيسة لكنها شخصيات صنعت معجزة . أما مخرج العرض هاني عبدالمعتمد يقول قررت ان أرد الجميل لشهداء الثورة التي اطاحت بالحكم الفاسد من خلال توثيق عمل مسرحي يحمل اسم ورد الجناين، ويضيف عبدالمعتمد أن فكرة المسرحية جاءت نتيجة تجربة شخصية شاركه فيها المؤلف أثناء تواجدهما بميدان التحرير خلال أحداث الثورة وتستعرض المسرحية قصة استشهاد ستة من الشهداء بالاضافة الى شهيد واحد كرمز لبقية الشهداء وسمي بالشهيد المجهول. من جانبها تؤكد الفنانة الشابة ميار الغيطي سعادتها البالغة للمشاركة في عمل يوثق لشهداء ثورة 25 يناير، مؤكدة أن والدها محمد الغيطي هو الذي شجعها على الوقوف على خشبة المسرح وأداء دور الشابة المسلمة رحمة التي تعطي أروع الأمثلة خلال الثورة، لافتة إلى أنها تشعر بالفخر للمشاركة في عمل كهذا، ومؤكدة أنها ستحرص على تكرار تجربة المسرح . أما الفنانة الشابة اللامعة إيمان أيوب فتؤكد أنها كانت سعيدة جدا عندما عرض عليها الدور مشيرة إلى أن الأحداث كتبت بعناية فائقة وعن دورها، تقول "اقوم بدور فتاة مسيحية لها صديقة مسلمة هي ميار الغيطي وانا اسمي في العمل ( مارينا ) نزلت انا وصديقتي ميدان التحرير بعد ضرب الكنيسة في الأسكندرية والتي تبين أن أمن الدولة هو الذي قام بهذا العمل لإحداث فتنة بين المسلمين والأقباط وقد التقت الصديقتان على حب مصر ورفض العنف الطائفي وقد جمع بين الصديقتين حب الشعر. وتؤكد إيمان أن العديد من ممثلي المنظمات الدولية والمحلية حرصوا على مشاهدة العرض الذي يجسد لحظات مهمة من تاريخ ثورة 25 يناير .