لم أدعي يوما أني صاحب قلم... لم أدعي أني أديب أو كاتب مقال محترف.. ولكني تعودت منذ نعومة أظافري علي تدوين ما يجول بخاطري في المواقف الكثيرة التي تعتصرني يوميا وعلي مدار سنوات طويلة مضت من العمر... وما نمر به من أحداث لأعظم ثورات التاريخ هذه الثورة التي (مست )القلوب قبل أن تُبنى على عقلٍ... أو منطق أو تنظيم قائدٍ ثائر.. فأعظم ما في هذه الثورة أنها خاطبت وجدان كل مصري علي جميع المستويات مع اختلاف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية والمادية وحتي النفسية... إنها (ثورة القلوب) واللافت والمثير في هذه الأحداث أننا تحولنا جميعا من 85 مليون مواطن مصري الي 85 مليون باحث سياسي وكاتب ومحلل للبرامج الفضائية وشرطي وقاضي وجلاد.. كلنا الأن نقدم الفتاوى السياسيه كلنا نبدي الرأي ..وبكل حسرة كلنا نصمم علي أرئنا.. فهل هي الحرية الحقيقية التي غابت عنا ثلاثين عاما من الحرية المزيفة؟ أم هي إنفجار حريات بعد قمع ومصادرة أفكارنا وعقولنا علي مدار ثلاثين عاماً عجاف ؟ أم ثراء فكري وأدبي وسياسي حقيقي(أتمنى لو كان ذلك).. فكلنا الأن نحكم بأقصى العقوبة علي شخص ما ونرحمه برأفة ورحمة القديسين في ذات الوقت وعلي سبيل المثال لا الحصرهذا هو البرادعي نتهمه بالخيانه العظمى للقضايا العربية وبيع العراق وأنه مصري (من بعيد لبعيد ) ونحمله علي الأعناق لأنه مفجر الثورة بل وننادي به أعظم ثوار العصر كما هو الحا ل مع محمود أفندي سعد الذي أحتار وحيرنا معاه مابين مدعٍ للوطنية أوقارئ جيد للأحداث ومستبق لها ويطبق مبدأ بيدي لا بيد عمرو ..أي أخرج من االتليفزيون الأن وأنا بطل ثوري قبل أن أخرج منه بسبب تخفيض راتبي الي أقل من الربع.......والشخصيات والأمثلة كثيره لا حصر لها وما مضى من وقت قصير منذ 25 يناير للأن أفرز العديد والعديد من المفارقات والمواقف الساخرة وما كان يبهرني حقا هي تلك العبارات القصيره التي لاتتعدي الكلمات الخمس التي كان يحملها المتظاهرون .. هذه العبار ات رغم قصرها في الكلمات لكنها كانت عميقة في المدلول والفكر الساسي وترجمة حقيقيه لموروث هذا الشعب العظيم الساخر من مصائبه ومن ظالميه فما أعظم أن تقابل القهر بالسخرية ممن قهرك لذلك وقفت كثرا عند هذا الشعارالساخر ( ارجع يا ريس كنا بنهزر معاك )