إذا كانت 5 أيام فقط قد فصلت بين إعلان حالتي الوفاة بسبب فيروس كورونا بمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، فإن هناك قاسما مشتركا بين الحالتين، ألا وهو مخالطة كل منهما لأحد الوافدين من الخارج. مساء الخميس الماضي، أعلنت وزارة الصحة عن وفاة السيدة تدعى عطيات السيد إبراهيم، من قرية السامحية الكبرى التابعة لمدينة بلقاس، وقالت إنها عانت من مشكلات بالجهاز التنفسي منذ عدة أيام، اتجهت على إثرها لعيادة طبيب في المدينة، الذي اشتبه بإصابتها بكورونا وقام بتحويلها لمستشفى الصدر بالمنصورة، وجرى سحب عينات منها وتبين حملها لكورونا، ومن ثم تقرر نقلها إلى مستشفى العزل إلا أنها توفيت بعد ساعات قليلة. وأكدت روايات عدد من أهالي السيدة أنها كانت تقيم مع أسرة بالقرية لمدة 3 أيام، حيث شاركتهم واجب العزاء في وفاة ابنهم الذي كان يقيم في ميلانو، وجاءت زوجته الإيطالية بجثمانه لدفنه في مسقط رأسه، وتبين بعد ذلك أن هذه الإيطالية كانت مصابة بالفيروس. فجر اليوم، وبعد 5 ايام على وفاة عطيات السيد إبراهيم، أولى ضحايا كورونا في بلقاس، شيّع جثمان أحمد على عبد العزيز عامر، (50 سنة، موظف بالضرائب العامة)، الضحية الثانية لفيروس "كورونا" في الدقهلية، لمثواه الأخير بمسقط رأسه بقرية «الكردود» التابعة لمركز بلقاس، وسط إجراءات أمنية وصحية مشددة. هيام عامر، عضو مجلس النواب الأسبق، وشقيقة والد ضحية كورونا، كشفت في تصريحات صحفية وقائع جنازة ابن شقيقها قائلة: "حضر الجنازة 10 من عائلته، ارتدوا جميعا البدل الوقائية والكمامات.. كنا 10 أفراد فقط، من أولادي وأولاد إخوته، ووصلت سيارة إسعاف بها الجثة، ووضعناها على القبلة، وهو داخل الإسعاف، وتقدم شقيقه "محمد" وصلى بنا صلاة الجنازة عليه، وتولى مسعف حضر معه نقله إلى القبر، بحضور اثنين آخرين من أهل القرية لاستكمال إجراءات دفنه داخل القبر، بعد أن ارتدوا البدل الخاصة لتأمينهم. وعن تفاصيل إصابة ابن شقيقها بفيروس كورونا، أشارت "عامر" إلى أنه كان في عمله بمأمورية ضرائب المبيعات ببلقاس ووسط زملائه، يوم الأحد الماضي، وبدأ يظهر عليه الأعراض يوم الأربعاء، وأبلغنا يوم الجمعة، بأن نتيجة التحاليل إيجابية، إلى أن أعلن مستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، وفاته الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين، ووصلت لنا الجثة في الساعة الثانية من صباح اليوم الثلاثاء. وعن علاقته بالسيدة التي توفيت بفيروس كورونا، في قرية "السماحية الكبرى"، أكدت عضو مجلس النواب الأسبق، أن نجل شقيقها المتوفى، لم تكن له أي علاقة لا صلة قرابة ولا معرفة بالسيدة، وأن نجله يدرس حاليا الطب في أوكرانيا، وكان في زيارة إلي مصر منذ 3 أشهر، وعاد بعدها إلى دراسته. وأوضحت أن الصحة أعلنت إصابة كل من زوجة المتوفى واثنين من أبنائه، بالإضافة إلى زوج أخته، ونتمنى لهم السلامة جميعا.