الخلافات داخل الوسط الفني عديدة ومتنوعة، وربما يكون الدافع الأول ورائها والمحرك الأساسي لها هو الغيرة، وهو ما حدث في خلاف الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، والسيدة أم كلثوم، والذي استمر قرابة الخمس سنوات، وتنشره "منصورة نيوز" اليوم بمناسبة ذكرى ميلاد أم كلثوم. وبدأت الحكاية في أعقاب إحدى الحفلات المقامة تخليدًا لذكرى ثورة يوليو 1964 بحضور الرئيس جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة. "إن أم كلثوم وعبدالوهاب أصرا أن أغني في هذا الموعد، وما عرفش إذا كان شرف لي ولا مقلب"، هكذا خرج العندليب على المسرح وهو في حالة غضب وانتابه الشك بأن عبدالوهاب هو السبب وراء ما حدث، وكانت هذه الجملة أمام الرئيس جمال عبدالناصر وبعدها حرم عبدالحليم من الغناء في أعياد الثورة لمدة 3 سنوات. وقال الإعلامي وجدي الحكيم إن عبدالحليم، كان يذهب كل عام في موعد الحفل ويجلس مع الفرقة الماسية في مسرح البالون ويتصل بعلي شفيق منسق حفلات الثورة كل 5 دقائق ليطلب منه السماح له بالغناء فينقل على شفيق هذا الكلام إلى المشير عبدالحكيم عامر الذي كان يرفض في كل مرة، ويظل هو منتظرًا حتى الثالثة صباحًا ثم يعود إلى منزله. كان البرنامج أن يغني عبدالحليم بعد وصلة السيدة أم كلثوم، إلا أنها أطالت في وصلتها إلى وقت متأخر من الليل فبدأ عبدالحليم يفقد أعصابه في الكواليس نتيجة تأخر ميعاد صعوده على المسرح وشعر بأن هناك اتفاقًا ضمنيا بين عبدالوهاب وأم كلثوم على تأجيل ظهوره على المسرح. سعى عبدالحليم للتصالح مع أم كلثوم، إلا أنها ظلت ترفض الحديث عن سيرته لكل من توسط، ويحكي وجدي الحكيم أن المصالحة بين عبدالحليم وأم كلثوم لم تتم إلا أثناء حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل أنور السادات، والذي أقيم في القناطر عام 1970 وكانت رغبة ملحة لدى السادات أن يصالحهما، ففكر السادات أن الحل الأمثل هو أن يلتقيا مصادفة وعندما دخل عبدالحليم الحفل اقترب من أم كلثوم وقبل يدها، فقالت له: أنت عقلت ولا لسه". وهكذا انتهت القصة بينه وبين أم كلثوم بعد مقاطعة دامت 5 سنوات.