تسببت العاصفة الترابية، أمس، فى إزالة الكثير من خيام المعتصمين، بميدان التحرير وفى محيط قصر الاتحادية الرئاسى فيما كثفت قوات الحرس الجمهورى والأمن المركزى تواجدها فى محيط الاتحادية بعد استمرار اعتصام المطالبين بوقف الاستفتاء على الدستور. وأزال المعتصمون فى التحرير المنصة الرئيسية المتواجدة بجوار شارع «محمد محمود»، ولم يتم إنشاء منصة أخرى بالميدان، إلا أن الباعة الجائلين انتشروا بشكل كبير، فيما غابت اللجان الشعبية عن تأمين الميدان، مما أدى لفتح عدد من البوابات ودخلت أعداد من السيارات إلى الميدان.
وخيم الهدوء على ميدان التحرير بعد الدعوة التى أطلقها بعض المعتصمين لمليونية «رفض الدستور» اليوم للمطالبة بإلغاء الاستفتاء وإعادة المرحلة الأولى مرة أخرى، على أن يتم التوافق على المواد الخلافية فى الدستور، ومطالبة محافظات المرحلة الثانية بالتوجه لصناديق الاقتراع ورفض الدستور، ورصد الانتهاكات والتجاوزات التى ستشهدها المرحلة الثانية وتقديمها فى بلاغات رسمية للجنة العليا المشرفة على الاستفتاء.
نشبت مشاجرة بين أحد المعتصمين والباعة الجائلين، أسفرت عن إصابة أحد الباعة، وتم نقله إلى المستشفى، فيما قضى المعتصمون ليلتهم داخل خيامهم بسبب برودة الطقس، بينما جلس البعض الآخر فى الخارج مشعلاً النيران للتدفئة، فيما استمع آخرون لعدد من الأغانى الوطنية.
ووزع حزبا التجمع والدستور لافتات رفض الدستور فى ميدان التحرير، وذلك لتوجيه المواطنين للتصويت ب«لا» فى المرحلة الثانية للاستفتاء، فيما قال سعيد خالد، أحد المعتصمين، إن الأعداد القليلة ليست دليلاً على التنازل عن المطالب الأساسية، مضيفاً أنهم سينتظرون النتيجة النهائية للاستفتاء، بينما شارك المارة فى حلقات نقاشية مع بعض المعتصمين حول المرحلة الثانية للدستور، وحدثت مشادات كلامية بين أحد الرافضين والمؤيدين له. وقال على حجازى، مسؤول الإعلام بحزب الغد: «نناقش الإعداد لحملة لإظهار الإخوان على حقيقتهم وحشد وتنسيق الجهود لقول لا وإيضاح الدستور للبسطاء». على صعيد آخر واصل المتظاهرون اعتصامهم، أمس، فى محيط قصر الاتحادية لليوم الرابع عشر على التوالى، للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى الأخير، ووقف عملية الاستفتاء، وتقديم المسؤولين عن أحداث الاتحادية إلى المحاكمة، وسادت حالة من الهدوء أرجاء المكان، وسط انخفاض ملحوظ فى أعداد الخيام. بينما أعلن القائمون على متحف الثورة نقله إلى ماسبيرو. وتسببت عاصفة الرياح التى ضربت البلاد صباح أمس، فى اقتلاع عدد من خيام الاتحادية، ما دعا المعتصمين إلى إعادة تثبيتها، عن طريق زيادة أعداد الحبال حولها وتوثيقها بالحجارة. وعلى الفور هرع عمال النظافة إلى المكان لإزالة مخلفات الأتربة، وتنظيف محيط القصر، بعد تساقط أوراق الشجر نتيجة شدة الرياح. وكثفت قوات الأمن المركزى، والحرس الجمهورى، من تواجدهما بالشوارع الجانبية المحيطة بالقصر الرئاسى، حيث تواجدت 3 دبابات أمام بوابة 3 و3 مدرعات أمام بوابة 2 المخصصة لديوان المظالم. وأزال المعتصمون 3 من الخيام الموجودة على الرصيف المجاور للبوابة رقم 3، وقال أصحاب الخيام، إن معركة الدستور أصبحت محبطة فى ظل عدم قدرة التيار المدنى على حشد المتظاهرين. ونظم عشرات المعتصمين مسيرة جابت محيط القصر، رددوا خلالها هتافات منددة بالجماعة منها: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و«قولوا لمرسى فى الاتحادية إنتوا خلاص فقدتوا الشرعية» و«زوّر زوّر فى الدستور بكرة يا مرسى عليك الدور» و«قالوا شريعة إسلامية قتلوا ولادنا فى الاتحادية» و«فين الشرع وفين الدين يا إخوان يا كذابين»، و«يا إخوان يا مجرمين دم إخواتنا فى رقبة مين». شهدت ليلة أمس الأول، انخفاضاً فى درجة الحرارة، ما دفع المعتصمين للجوء إلى الخيام، نظرا لارتفاع برودة الجو. وأزال المعتصمون «متحف الثورة» الذى تم إنشاؤه، لتوثيق أحداث «الاتحادية» الأخيرة، وأكد القائمون عليه أنه تم نقله إلى ماسبيرو، وذلك لاستمرار فضح أى نظام يتخلى عن أهداف ثورة 25 يناير، وشددوا على أن إمكانية نقل المتحف إلى المحافظات واردة. وأعلن المعتصمون تضامنهم مع أحمد عرفة، عضو بحركة حازمون، المتهم بحمل سلاح دون ترخيص، وأكدوا أن ما تقوم به قوات الأمن بمثابة عودة للأساليب الأمنية، التى أسقطت النظام السابق، وأنه رغم الاختلاف السياسى مع حركة «حازمون» إلا أن ذلك لا يعنى الموافقة على عودة زوار الفجر مرة أخرى.