قال لى :إننى أشعر بالعجز المطلق والانهيار المميت أشعر أن حياتى لاتساوى شيئا وأن كرامتى مستباحة أمام رفضها لى وأننى تافه إلى الحد الذى رفضتنى من أجله أشعر بالنقص والهزيمة أمام هذا الآخر الذى ارتضته زوجا لها من دونى! وقلت له صدقنى لست عاجزا الآن إلا أمام الناس فأنت أعلم الناس بقدراتك ووزنك أبدا لم تجرح كرامتك أمام رفض أنثى لك بل تكون عاجزا حقا إذا ما تماديت فى هذه الانهزام إنك يجب أن تكون قويا أكثر مما كنت يجب أن تكون بعكس مارأوه فيك وأن تثبت لهم أنهم لم يشاهدوا فيك نجاحك وعلمك وأدبك وجمال نفسك وغناك الذاتى وكمالك الأخلاقى ولن يكون إثبات ذلك بالخطابة أو الشعارات الرنانة أنت بحاجة ماسة لأن تترجم قدراتك الذهنية إلى واقع منتج وثراء مجتمعى لاتنقصه القيمة فلماذا لاتكون مع قيمتك الروحية مثالا آخر قادرا على التفوق المادى والنجاح الملموس وأن تتحول بشاعريتك إلى شاعر موهوب وأن تتحول بقدراتك العقلية إلى مجد عملى ومنصب أدبى وأن تثبت لنفسك أنك فعلا بعكس مايرونه فيك وقلت له : قم وانهض وابحث عن حبك فيمن تستأهله وكن أول من يبارك لمن تركتك ..ساعتها ستشعر للمرة الأولى بأثر الانتصار كانت هذه نصيحتى لصاحبى العزيز قبل سنوات قليلة وقد أجاد ترجمتها إلى واقع فعلى فكان مثالا كبيرا وناجحا أصبح الجميع ينتظر إشارته أما المؤلم حقا فهو ما شاهدته يوم أن تبدلت أخلاقه تماما عندما أصر على أن يرتبط بإنسانة قال عنها إنها ينبغى أن تكون فى مستواه المادى وأن تكون أعظم جمالا ممن رفضت حبه وأن تكون واحدة من هؤلاء اللاتى سخرن منه ساعتها تأكد لى أن صاحبى خسر نفسه وأنه يبحث عن طريق للانتقام بسبب انهزامه العاطفى وبكيت.....